على رغم أن محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله الضراب، لم يمضِ على تعيينه في منصبه أكثر من 4 أشهر، إلا أن قطاع الاتصالات في السعودية شهد حراكاً ملموساً في أكثر من اتجاه، خصوصاً أن القطاع مر بمراحل مد وجزر خلال الفترة الماضية مع شركات الاتصالات، في ظل ارتفاع شكاوى المشتركين خلال السنوات الماضية، إذ بلغ إجمالي المشتركين في خدمات الجوال نحو 53.3 مليون مشترك، فيما بلغ عدد المشتركين في خدمات الإنترنت 11.8 مليون مشترك، طبقاً للإحصاءات الصادرة عن الهيئة. الضراب، الذي يعد واحداً من أكثر المتمرسين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات خلال ال3 عقود الأخيرة، عُين محافظاً للهيئة في أيار (مايو) 2011، إذ يعود تاريخ انضمامه إلى الهيئة ذاتها إلى العام 2002، كنائب للمحافظ للشؤون الفنية، وعمل في وزارة البرق والبريد والهاتف (قسمت إلى وزارة الاتصالات ومؤسسة البريد لاحقاً)، بعد تخرجه من جامعة ولاية كاليفورنيا «ساكرامنتو»، متقلداً عدداً من المناصب من الفنية والإشرافية والقيادية في الوزارة آنذاك. يكشف عاملون مقربون من الضراب ل«الحياة»، أنه يتمتع ب«جدية كبيرة» في العمل، و«شغف» في قراءة أدق التفاصيل، و«معرفة واسعة» ببواطن المشكلات التي تراكمت خلال السنوات الماضية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة. تاريخ ممارسة الضراب، للعمل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، امتد لأكثر من 25 عاماً، إذ شغل مناصب دولية هامة عندما اختير نائباً لرئيس مجموعة دراسية (SG-8)، في قطاع الراديو في الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية لمدة عشرة أعوام متتالية منذ العام 1990، كما اختير في فريق العمل المعني بحوكمة الإنترنت المكون من أربعين خبيراً من مختلف دول العالم، ويرأس اللجنة الوطنية لمجتمع المعلومات. الأنباء الواردة من داخل الهيئة، تشير إلى أنه يجري تعديلات ستطال استراتيجيات عدة ضمن دائرة عمل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، كما أنه قام فعلياً بإجراء تغيرات جوهرية تتعلق بأبرز شكاوى العملاء، خصوصاً نقل الأرقام من شركة إلى أخرى، إذ وقع رؤساء شركات الاتصالات المتنقلة الثلاث شركة الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات (موبايلي) وشركة الاتصالات المتنقلة (زين)، في تاريخ 27 / 7 / 2011، بمقر الهيئة وبحضوره اتفاقاً تجارياً لخدمة نقل الرقم بينهم بصيغة جديدة تهدف إلى إدخال شركة زين في منظومة خدمة نقل الرقم، إذ سيتمكن مشتركو الهواتف المتنقلة في الشركة من الانتقال من الشركة أو إليها، ويهدف الاتفاق إلى تسهيل وتيسير عملية نقل الرقم على المشتركين الراغبين في الاستفادة من خدمة نقل الرقم ودعم انسيابيتها بين الشركات، والقضاء على السلبيات التي صاحبت نقل الرقم أخيراً، بعد القيام بحصر أسباب رفض طلبات النقل، كما طالبت الهيئة بعدم رفض أي طلب انتقال من دون مبرر نظامي، ودعت إلى سير خدمة نقل الرقم على الوجه الذي يكفل حق المشتركين والمشغلين على حد سواء. محافظ الهيئة الجديد، وخلال شهرين فقط عقد اجتماعين مع رؤساء الاتصالات التنفيذيين، كما أتفق معهم على عقد اجتماع تشاوري بشكل دوري؛ لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا المتعلقة بالقطاع، وبهدف التواصل والتشاور بين الهيئة وتلك الشركات؛ بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمشتركين. ففي الاجتماع الأول (12 / 6 / 2011)، بحث إيجاد آليات عمل فاعلة لتقديم أفضل الخدمات، وبجودة عالية، وأسعار مناسبة للمشتركين، والعمل على تذليل الصعوبات التي تعترض المشتركين وحل شكاويهم. أما في الاجتماع الثاني (10 / 8 / 2011)، ناقش المحافظ، تذليل العقبات التي تعترض الشركات لتقديم أفضل الخدمات للمشتركين، ومناقشة موضوع اتفاق نقل الرقم الذي وقعها رؤساء الشركات في تاريخ 27 / 7 / 2011، وكذلك خطط الشركات في خدمات النطاق العريض.