يتطلب الالتحاق بالسلك الديبلوماسي حتى الحصول على لقب «سفير» جهداً علمياً رفيعاً وعملاً وظيفياً ممتداً فضلاً عن تفوق ذاتي يفاضل بين المتنافسين، بيد أن أبا أحمد استطاع الحصول على ما صعب على الكثير، ليس بوفير علم ولا غزارة معرفة، بل بامتهانه بيع «البليلة» على رغم أنه موظف في مؤسسة أهلية. ويصف أبو أحمد البليلة ب «طبق شعبي حجازي اشتهر أكله في شهر رمضان المبارك منذ أكثر من 40 عاماً»، ويقول: «على رغم اختلاف مسميات البليلة في بعض الدول العربية إلا أن مكوناتها الرئيسية واحدة، ففي السعودية ومصر وغالبية الدول العربية يطلق عليها البليلة وفي الكويت يسمونها «نخي»، أما الإماراتيون فيطلقون عليها «البانقو» وفي بقية الدول تسمى «الحُمُّص». وتتكون البليلة من الحمص الذي ينقع في الماء حتى يصبح طرياً ومن ثم يتم غليه حتى ينضج ليقدم مع الماء والخل والكمون والملح ويضيف إليه البعض «الطرشي» وقطع البندورة (الطماطم) كما يفضلها البعض بالفلفل الحار المطحون». ويضيف أبو أحمد: «امتهن الكثير بيع البليلة لسهولة تحضيرها وقلة متطلباتها وصغر مساحات بيعها، فيكفي متر مربع لإقامة منفذ بيع لها، الأمر الذي ساعد في تناثر نقاط بيعها على كورنيش جدة وأحيائها وفي المراكز التجارية الكبيرة». وعن تاريخه مع البليلة، سرد: «بدأت الاشتغال بها منذ 23 عاماً في مدينة الطائف كهواية فكنت أبيعها في رمضان فقط بعد صلاة التراويح مباشرة حتى وقت السحور، إذ يفضل تناولها في ذلك الوقت لخفتها ودرجة إشباعها». ويكمل: «كنت أبيعها بالقرب من منزلي للجيران وأهل الحي مما أكسبني الكثير من الشهرة التي زادت من مبيعاتي، الأمر الذي جعلني لا أتوقف عن بيعها حين انتقلت وأسرتي للعيش في مكةالمكرمة وبعدها إلى مدينة جدة». ولا يتوقف بيع البليلة على الشهر المبارك فحسب، بل تباع على مدار العام، وعن ذلك يضيف أبو أحمد: «دأبت على بيع البليلة في غير شهر رمضان، فكنت أشرك نفسي في الكثير من المهرجانات المحلية حتى أصبحت سفيراً للبليلة وممثلاً لها عن المنطقة الغربية، إذ كانت توجه لي الدعوات للمشاركة في المهرجانات التي تنظم، إذ شاركت في مهرجان الجنادرية للأعوام 23 و24 و1425ه، ومهرجان القصيم وأخيراً مهرجان أرامكو الذي أقيم قبل شهر رمضان الجاري، إذ أعجب بها الكثير من السعوديين والأجانب من الأميركان والأوروبيين الذين امتدحوا مذاقها فكانوا لا يترددون في طلبها كلما زاروا تلك المهرجانات والمعارض. وعن أرباحها وعائدها، أوضح أبو أحمد أن العوائد المادية من بيع البليلة مرضية، وأردف: «يساعدني عائدها كثيراً في مصاريف أسرتي فأنا لي ولدان وابنتان وراتبي من وظيفتي وحده لا يكفيهم مما اضطرني إلى عدم التوقف عن بيعها».