قدمت دراسة أعدتها جامعة كاليفورنيا نتائج مذهلة حول أسباب الشذوذ الجنسي لدى فصائل عدة من الحيوانات والطيور. وعلى رغم أن العلماء يدركون منذ عقود وجود حالات من الشذوذ الجنسي لدى حيوانات من فصائل مختلفة، بينها الطيور والزواحف، إلا أن الأمر كان محيراً، حيث أن أسباب استمرار هذه الممارسات ما تزال غير معروفة، خصوصاً أنها لا تؤدي إلى الإنجاب. ونشر موقع شبكة «سي ان ان» الإلكتروني أن من بين الافتراضات التي خرجت بها الدراسة بعد أبحاث استمرت عاماً كاملاً، أن الممارسات الشاذة لدى الحيوانات لا تشمل الحصول على شريك دائم، بل أن بعض الحيوانات لا تمارس هذا النوع من الجنس إلا في غياب الإناث، وفي حال عودتهن فإن هذه الممارسات تختفي. إلا أنها أقرت بوجود استثناءات، بينها بناء علاقات طويلة بين إناث طيور الألباتروس، وبين ذكور طيور البطريق خلال وجودها في الأسر، في حين أن العلاقات الشاذة مترسخة لدى قطعان الخراف الجبلية الطويلة القرون، لدرجة أن الإناث تقلد الذكور لتتمكن من الحصول على معاشرة في فترة التزاوج. أما أسباب الشذوذ الجنسي، فترجعها الدراسة إلى مجموعة من الاحتمالات، أبرزها نظرية «الذكور في غرفة تبديل الملابس»، والتي تفترض أن الملاحظات الجنسية التي يتبادلها الرياضيون في غرف تبديل الملابس، والتي تلعب دوراً اجتماعياً يهدف لتمتين العلاقات بين الفريق، موجودة في شكل ممارسات شاذة بين الحيوانات من القطيع نفسه. وتستدل الدراسة في هذا الإطار على الممارسات الشاذة التي تتم خلال اللعب المرح بين أنواع من الدلافين والقرود. وكذلك تبرز «نظرية الإخضاع» والتي تشير إلى أن ذكور بعض فصائل الحيوانات قد تعمد إلى تسلق ظهور الذكور الأضعف لمنعها من التزاوج مع الإناث. وتطرح الدراسة نظرية «الشذوذ الاستكشافي» والتي تشير إلى أن بعض الذكور الصغيرة السن لدى فصائل مختلفة تميل إلى ممارسة الشذوذ على سبيل التجربة، وذلك لتحسين قدراتها الجنسية الخاصة عند معاشرة الإناث. ولدى الحشرات، تطرح الدراسة فرضية رابعة وهي «الشذوذ غير المقصود» كما هي الحال بين ذكور «ذباب الفاكهة» التي تمارس الجنس مع بعضها البعض بسبب افتقادها الجينات التي تسمح لها بالتفريق بين الجنسين. كما تضيف فرضية خامسة تحمل اسم «اثنين بواحد» وتشير إلى أن بعض ذكور الخنافس تقوم عملياً ب «اغتصاب» ذكور أخرى، لترك بعض من سائلها المنوي فيها، ما يعزز فرص انتقال هذا السائل إلى الإناث التي يعاشرها الذكر المُغتصَب. وما قد يثير غضب جمعيات الدفاع عن المثليين في هذه الدراسة افتراضها أن معظم حالات الشذوذ في عالم الحيوان ناجمة عن خلل جيني أو أخطاء غير مقصودة، وترجيحها أن تكون حالات الشذوذ الدائم لدى البشر هي ظاهرة حديثة مرتبطة بالتطور الحضاري والقيم المدنية الجديدة. وتضيف الدراسة أن المثليين من رجال ونساء كانوا حتى عقود خلت يحرصون على التزاوج لإنجاب أطفال، وفق ما كانت المتطلبات الاجتماعية تقتضي آنذاك، لكن هذا الأمر تبدل اليوم.