تعتقد إيمان سعيد، أنها وزميلاتها اللاتي يعملن «موظفات أمن في المجمعات التجارية «في وجه المدفع»، مع اكتظاظ الأسواق بالباحثين عن ملابس العيد من الجنسين، ما يؤدي إلى زحام يصفه الكثيرون ب «الخانق». فيما يختار آخرون التسوق في نهار شهر رمضان، لأن الأسواق «أقل زحاماً بالمشترين». وتشير إيمان، إلى حدوث «مشاجرات نسائية لا يمكن أن نتدخل لفضها بين الزبونات، نظراً لحدة الموقف، وتأزمه»، موضحة أنه «يوجد في المحل ستة أماكن للكاشير، اثنان منها للرجال فقط، والبقية للنساء، إلا أنه بطبيعة الحال تكون أماكن النساء الأكثر زحاماً، وابتكرت السيدات في الفترة الأخيرة فكرة جديدة، إذ يأتين إلى السوق في مجموعة واحدة، مهمة إحداهن أن تقف في الطابور لحجز المكان، والأخريات يقمن بالتسوق، فيما يُحضرن لها ما تريد لتختار، وهي في مكانها، على أن تقدم التي خلفها وتعود هي للخلف في حال تأخرن، وبالفعل تُجدي تلك الطريقة نفعاً معهن، فلا يتأخرن، ويقبعن في آخر الطابور انتظاراً لدورهن في الدفع». وتضيف «بدأت بعض السيدات في ملاحظة ذلك، فيوجهن لهن كلمات تدعوهن إلى التزام النظام، وعدم اتباع الطرق الملتوية، إلا أن تلك الإرشادات لا تجدي نفعاً، وقد يتطور الأمر إلى شجار، فنتوجه لهن في محاولة لفض النزاع، الذي لا ينتهي إلا بخروجهن من المحل»، مبينة أن «طلب الالتزام بالنظام، وانتظار الدور في الطابور، لا يجدي نفعاً في الغالب، فلا تصغي السيدات لذلك، وإن تجاوبت إحداهن في البداية؛ فهذا بالتأكيد يعني أنها تنتظر لحظة ابتعادنا، لتعود إلى شق الصفوف بحثا عن ثغرة»، لافتة إلى أن التزام الرجال في النظام «واضح جداًَ، فلا يخترقون الصفوف، ولا يفتعلون الشجارات، حتى وإن كانوا مخطئين كما تفعل النساء». وتطلق موظفات الأمن في أحد المجمعات التجارية في محافظة القطيف، على شريحة من المتسوقات، لقب «صاحبات القطعة الواحدة». والسبب كما تقول زينب عبد المحسن: «إنهن يخترقن الصفوف، ويطلبن من السيدة التي تنتظر دورها في المحاسبة، أن تحاسب عوضاً عنهن، بعد تسليمها قطعة الملابس والنقود، بحجة أن الطابور طويل، ومن الصعب أن ينتظرن طوال هذا الوقت لأجل قطعة واحدة فقط. فتستجيب بعض النساء وتقبل المساعدة وتدفع ، والبعض الآخر يرفضن ذلك بطريقة فظة، بسبب الانتظار الطويل، ما يثير المشاكل، فإما أن تخجل السيدة، وتترك ما أرادته، وتخرج، أو أن تتشاجر مع الأخرى، في الوقت الذي يخشى فيه الرجال من التدخل، فيأتي دورنا نحن موظفات الأمن، إلا أن تدخلنا يعود علينا بعواقب وخيمة، وينالنا من الشتائم نصيب، فنخشى التدخل، وإن تدخلنا، فعلينا تحمل التبعات، وامتصاص غضب السيدات، في الوقت الذي يصعب فيه ذلك، لأن الزبون بحسب القاعدة، دائماً على حق». ووجدت متسوقات وظيفة أخرى للسائق، وهي المحاسبة. وتقول خلود محمد: «إن أماكن المحاسبة المخصصة للرجال، تكون الأعداد فيها قليلة مقارنة في النساء. ولاحظت أن بعض السيدات في حال رأين الطابور طويلاً أمامهن، يحضرن السائق ليتولى المحاسبة»، مضيفة أن «حب المرأة للتسوق، واستغراقها الكثير من الوقت في الأسواق، يجعل الأزواج أو حتى الإخوة، يرفضون التوجه معهن إلى الأسواق، لذا تتفق مجموعة من السيدات على التسوق في وقت واحد، من دون إزعاج الزوج، وجعله ينتظر لمدة طويلة، ما يثير مشاكل بين الزوجين، وقد رأينا أزواجاً، يستعجلون زوجاتهم، ويطلبون منهن اختيار ما أتين من أجله، وبسرعة».