انتقد حقوقي فلسطيني بشدة المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو على سياسة «الكيل بمكيالين» التي ينتهجها في عمله، وعدم تقديمه مجرمي الحرب الاسرائيليين الى العدالة. ووجه مدير «مؤسسة الضمير لحقوق الانسان» خليل ابو شمالة رسالة الى اوكامبو طالبه فيها ب «عدم الكيل بمكيالين»، وطالبه ب «إعادة النظر في هذه السياسة». وقال أبو شماله ل «الحياة»، إن «القانون الدولي لا يتجزأ، ولا يمكن القبول بأن يُطبق على مسؤولين دون غيرهم، وفي بلاد دون أخرى». وأبدى استغرابه من «سرعة تدخل أوكامبو في الحال الليبية، وارتفاع صوته مطالباً الثوار بتسليم سيف الإسلام القذافي للتحقيق معه في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، في وقت لا يحرك ساكناً أمام جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين». وأشار الى أن «منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ومنظمات دولية بما فيها لجنة التحقيق المكلفة من مجلس حقوق الانسان (لجنة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون) وثقت في تقاريرها وأشارت بوضوح الى ضلوع قوات الاحتلال الاسرائيلي في جرائم حرب وتجاوزات للقانون الدولي». ولفت الى «عشرات الشكاوى التي تقدمت بها منظمات ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين، بمن فيهم قادة الاحتلال أمثال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت، ووزير الخارجية السابقة تسيبي ليفني، ووزير الدفاع الحالي ايهود باراك ووزير الدفاع السابق بنيامين بن أليعازر، وقادة عسكريين وقفوا خلف جرائم ضد المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والعزل الفلسطينيين». وأوضح أن «أوكامبو اطلع بنفسه، من خلال كل هذه الوثائق والأدلة، بما فيها تقرير غولدستون، ولم نر أي فعل ينتصر لمبادئ القانون الدولي والضحايا». وقال إن «تسييس حقوق الانسان والقانون الدولي في الحال الفلسطينية كانت ولا تزال تظهر بوضوح في الانحياز للاحتلال، وفي استهتار المجتمع الدولي وعدم احترامه المدنيين الفلسطينيين، والتعامل معهم وكأنهم جنس مختلف عن الآخرين (...) وعدم اكتراث لدماء آلاف المدنيين من الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي، وتجاه جريمة الحصار المفروضة على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة» منذ سنوات. وحذر أبو شمالة من «السياسات غير العادلة في ميزان المجتمع الدولي، التي لن تعود بالنفع على حال الأمن والسلم الدوليين، وأن من يمارس الظلم ويشارك فيه سيدفع أثماناً باهظة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حراكاً شعبياً واسعاً وغير مسبوق، يؤسس لحال وعي جمعية ضد سنوات طويلة من ممارسة الظلم في حق الفلسطينيين وشعوب العالم الثالث».