إنها المرة الأولى تصدر ترجمة عربية لمختارات من الشعر الهولندي في صيغة يمكن أن تقدم تصوراً عن طبيعة هذا الشعر الذي ظل غامضاً منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية حتى الآن. أربعون شاعراً هولندياً مع مقدمة عن الشعر الهولندي بترجمة الشاعر العراقي صلاح حسن المقيم في لاهاي منذ التسعينات وصدرت حديثاً عن دار الفارابي. لعل صعوبة اللغة الهولندية ومحدودية انتشارها إلى جانب صغر مساحة هولندا واقتصار اسمها عندما يُذكر على التيوليب، الأبقار، لاعبي كرة القدم، المخدرات والحرية الجنسية، جعل الاهتمام بالأدب الهولندي عامة وبالشعر خاصة ضئيلاً فلم تتم ترجمة إلا القليل منه فكان أن أصدر سعد صائب عام 1958 «هيولي» للشاعر الهولندي خيرت أختربرغ، وعام 1962 «ديوان الشعر الهولندي المعاصر» مترجماً عن الفرنسية. ولعبت «مؤسسة الهجرة» في أمستردام وتلعب دوراً مهمّاً سواء في اكتشاف المواهب الأدبية الشابة أو في التعريف بالأدبين الهولندي والعربي عبر مهرجانات أدبية استقطبت العديد من الأسماء اللامعة عربياً وهولندياً وتمت ترجمة أعمالهم إلى اللغتين. ومع اتساع رقعة الهجرة العربية إلى هولندا قام أحمد عكاشة فضل الله ومحسن السرّاج بإصدار «الحداثة في الشعر الهولندي المعاصر»، الأول حرر النص أما الثاني فترجم بعض الأشعار. ومن ثم صدر عام 2007 عن المركز القومي للترجمة في القاهرة ديوان «ليس كل الأحلام قصائد» وهو للأطفال بترجمة عبد الرحمن الماجدي. وطبعاً هناك ترجمات قام بها أفراد ونشروها في الصحف والمجلات الأدبية أو في الإنترنت.