رفضت منال الشريف، الوصف الذي يطلقه البعض من أن قيادة المرأة السيارة ب«ترف أو عبث»، مؤكدة أنها ضرورة عند الكثيرات خصوصاً ممن ليس لديهن عائل من المطلقات والأرامل، حيث إنهن أكثر النساء حاجة لهذا الحق الأساسي، داعية من يصف أمر القيادة بال«تافه» إلى التخلي عن سيارته شهراً واحداً أو حتى يوماً واحداً وسينقلب إلى مؤيد «لما سيجده من إهانة ومعاناة في ملاحقة التاكسي في الشارع والمشي تحت لهيب شمسنا اللاهبة، إضافة إلى إهدار الجزء الأكبر من الراتب على المواصلات في ظل غياب وجود شبكة مواصلات عامة تقينا شرهم». كما شاركتها في الانتقاد تهاني الجهني، حيث إن «العديد من النساء محرومات من قضاء حاجاتهن الأساسية في ظل عدم قدرتهن على توفير تكاليف سائق خاص بهن نتيجة للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للكثيرات منهن»، متسائلة في الوقت ذاته: لماذا نزيد العبء المادي عليهن؟... فأبسط الحلول أن تقود هي بنفسها دون اللجوء إلى سائق أجنبي يأتي من أقصى الأرض ليقود سيارتها في شوارع بلدها. واستغربت من الذين يرفضون قيادة المرأة وفي الوقت ذاته يسمحون لمحارمهم أن يركبن مع سائقين غرباء، مضيفة: «دائماً ما تصاب النساء بالرعب والخوف من هؤلاء السائقين الذين لا يعرفن عنهم شيئاً، لا يمتون لثقافتنا بأي صلة»، واصفة ذلك ب«التفكير الخاطئ والمتناقض لدى بعض فئات المجتمع». وشددت الجهني، على أن العديد من النساء أصبحن يمتلكن إيماناً قوياً بأن الحراك الاجتماعي الموجود حالياً لدعم حق المرأة في القيادة سيُعجل من إيجاد التشريعات والأنظمة التي تساعد على منحها حقها في ذلك، خصوصاً أن أعلى القيادات في المملكة أكدت أكثر مرة على أن أمر قيادة المرأة السيارة عائد إلى المجتمع، مضيفة: «الكرة الآن في ملعبنا، ويجب ألا نقف عاجزين عن التحرك أمام (رهاب قيادة المرأة) الذي أوجده البعض من أجل هضمها حقوقها»، موضحة أن الخشية من تعرض النساء للمضايقات في حال قيادتهن أمر ضخم كثيراً، وان حدث ذلك في البداية فإنه سيتلاشى سريعاً في ظل وجود الأنظمة التي تكفل حق الحماية للجميع«.