علمت «الحياة» أن مجلس الخدمات الصحية أقر أخيراً، إنشاء مركز وطني مرجعي لاضطرابات النمو الشامل «التوحد»، وتفعيل دور العيادات النفسية في المستشفيات العامة ومستشفيات الأطفال والمستشفيات التخصصية لتقديم الخدمات الخاصة باضطرابات النمو الشامل. وأفادت مصادر ل«الحياة» أن مهام المركز الوطني المرجعي لاضطرابات النمو الشامل «التوحد» تتمثل في إنشاء سجل وطني لحالات اضطرابات النمو الشامل، وإجراء البحوث في هذا المجال وإعداد البروتوكول الوطني لتشخيص وعلاج الاضطرابات، وإعداد برامج للتوعية باضطرابات النمو الشامل، وإعداد برامج التأهيل والتدريب والتعليم المستمر في هذا المجال، تمهيداً لاعتمادها من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ووضع معايير افتتاح مراكز تقديم الخدمات للمصابين بهذه الاضطرابات مع وضع معايير متابعة لأدائها. وأكدت المصادر أن مجلس الخدمات الصحية وافق على منح التراخيص اللازمة لمؤسسات القطاع الصحي الخاص لتقديم الخدمات المطلوبة للمصابين باضطرابات النمو الشامل «التوحد»، وتأهيل عدد من الكوادر من المراكز المتخصصة في علاج النمو الشامل بخاصة في مجال علاج التخاطب والعلاج الوظيفي مع شراء الخدمة للحالات من القطاعات الصحية والوزارة. يذكر أن قرار مجلس الخدمات الصحية جاء بعد اجتماع اللجنة الوطنية لاضطرابات النمو والسلوك لدى الأطفال، والذي أشار إلى معاناة الأهل في موضوع فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى أطفالهم، وأن المجتمع أكثر من يعاني في هذا الخصوص، كما تطرق إلى الجانب التعليمي ومدى أهميته، وأن القدرات التشخيصية والعلاجية تختلف من مكان لآخر، إضافة إلى مشكلات التعامل مع الأدوية. وخرج اجتماع اللجنة بأن يتم عمل دليل إجراءات وبروتوكول للتعامل مع حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه، وأن تضع اللجنة إطاراً زمنياً لمراجعة هذه الكتيبات على أن تكون جاهزة بنهاية العام الحالي 2014، ومطبوعة من طريق مجلس الخدمات الصحية وتوزع على جميع الجهات. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المصابين بمرض التوحد في السعودية يتراوح ما بين 200 إلى 400 طفل سنوياً، بمعدل طفل من بين كل 180 طفلاً، ليقدر عدد المصابين بالتوحد 250 ألف طفل مصاب، مفيدة بأن العدد الذي يتم تشخيصه في شكل دقيق أقل بكثير من المرضى الموجودين فعلياً، إذ يعد تشخيص التوحد من أكثر الإجراءات تعقيداً، ما يتطلب توافر فريق عمل متكامل مكون من أقرباء المريض والطبيب المعالج ومختصين في الطب النفسي وعلاج التخاطب والتربية الخاصة والعلاج الوظيفي.