بكلمة «هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم... هذا للمسلمين قاطبة»، رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الصفا في مكةالمكرمة مساء أول من أمس، حفلة وضع الحجر الأساس لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف، وافتتاح عدد من المشاريع التطويرية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وفور وصول الملك إلى مقر الاحتفال تجول في المعرض المعد بهذه المناسبة وشاهد مجسماً للحرم المكي الشريف شاملاً توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، واستمع إلى شرح من وزير المال الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف عن المشروع. بعد ذلك تفضل بوضع الحجر الأساس للمشروع قائلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله»، ثم شاهد مجسماً للحرم المكي الشريف شاملاً توسعة المسعى، ومجسماً للحرم النبوي الشريف شاملاً مشروع تطوير ساحات الحرم، واستمع إلى شرح من وزير المالية عن المشروعين. كما شاهد خادم الحرمين الشريفين مجسماً لوقف الملك عبدالعزيز واستمع إلى شرح عنه من وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. وأعرب الملك عن شكره للقائمين على المشروع، وقال: «شكراً، هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم، الكرم للرب عز وجل ثم للشعب السعودي الصادق الأبي والمسلمين قاطبة، هذا للمسلمين قاطبة». إثر ذلك شاهد مجسماً لساعة مكةالمكرمة واستمع إلى شرح عن المشروع من وزير المال، كما شاهد مجسماً لمشروع قطار المشاعر ومجسماً لمشروع جسر الجمرات، واستمع إلى شرح عنهما من وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز. بعد ذلك، توجه خادم الحرمين الشريفين إلى مقر الحفلة الخطابية التي أعدت لهذه المناسبة، وتحدث فيها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين عن توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين للأعمال الصالحة النافعة، ثم التوفيق لتهيئة أسبابها وتيسير وسائلها وتذليل صعابها، وقال: «نصوص الآثار وقراءة التاريخ تدلنا على أن مثل هذه الألوان والمظاهر والتوفيق إنما هي نتيجة صلاح النية والشفقة على الرعية والحرص على إيجاد الصالح العام وحمايته، والصفة المشتركة بين هذه المشاريع التي يحتفل بتدشينها الليلة التوفيق لها ثم التوفيق بفضل الله وإنعامه بوجود القدرة المادية على تنفيذها، هذه القدرة التي لم تكن متوقعة، ولا مخطط لها، وإنما كانت بفضل الله». وأضاف: «إذا أخذنا أنموذجاً لهذه المشاريع فسنأخذ أنموذج المشروع العظيم، توسعة الحرم الشريف، التي لا تعتبر فحسب أعظم من أي توسعة جرت في التاريخ، بل هي أعظم من مجموع التوسعات كلها التي وجدت في التاريخ، بل أعظم منها مرة ونصف المرة». وأردف الشيخ الحصين يقول: «كان التصميم الذي وصل إليه الفريق تصميماً لا نسبة بينه وبين التصميم الذي وضع أولاً، فقد حرص الفريق -على سبيل المثال- على الانتفاع بالأفكار الحديثة في العمارة، وعلى الأخذ بأعلى معايير الاستدامة وصداقة المشروع للبيئة، ونعرف أن الاستدامة وصداقة المشروع المعماري للبيئة قضية العصر وإليها يتجه اهتمام العالم وتوضع لها أوزان رقمية عالية عند تقييم المشاريع». عقب ذلك قدم الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز مشروع قطار المشاعر الذي تم إنجازه، واستأذن مقام خادم الحرمين الشريفين بالتفضل بتدشين المشروع، ثم قدم وزير الشؤون البلدية والقروية مشروع جسر الجمرات الذي تم إنجازه، واستأذن خادم الحرمين الشريفين لتدشين المشروع. وقدم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، واستأذن مقام خادم الحرمين الشريفين للتفضل بتدشين المشروع. وقدم الوزير العساف مشروع توسعة الحرم المكي الشريف الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر أساسه في بداية الاحتفال، كما قدم مشروع توسعة المسعى ليصبح 40 متراً بدلاً من 20، وزيادة الأدوار لتصبح أربعة، إضافة إلى السطح وإزالة المنارة القديمة وبناء منارة جديدة بالارتفاع نفسه، إضافة إلى زيادة أعداد السلالم الكهربائية للحركة، من المسعى وإليه، خصوصاً من ناحية المروة. والتوسعة أعظم من مجموع التوسعات السابقة بمرة ونصف المرة. ورأى المعتمرون ساعة مكة وهي تطلق أضواءها في السماء بعد التدشين. وعُرض في الاحتفال فيلم تعريفي عن توسعات الحرم المكي ومقارنتها بالتوسعة الحديثة، ومن أبرز عناصرها الجديدة المصاطب التي تكيفت مع الجبال المكية.