أعلنت وزارة الخارجية العراقية حلحلة الأزمة التي سببها إنشاء ميناء مبارك مع الكويت. وقال مصدر في وزارة الخارجية في تصريح الى «الحياة»، إن «الوفد الفني الذي زار الكويت برئاسة كبير مستشاري رئيس الوزراء ثامر الغضبان، قام بجولات ميدانية في موقع ميناء مبارك وعقد اجتماعات مطولة مع كبار المسؤولين في الكويت للبحث في آلية تنفيذ مشروع الميناء من دون إلحاق أضرار بمصالح العراق». وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه، أن «المفاوضات التي قادها الغضبان ووزير الخارجية هوشيار زيباري، أسفرت في شكل مبدئي على التوقف عند حدود المرحلة الثالثة من المشروع، شرط ان تبقى المرحلة الرابعة رهن موافقة العراق على بعض الضمانات التي طلبتها الكويت». وزاد: «أعتقد ان الضمانات المطلوبة أودعتها الحكومة الكويتية رسالة مغلقة سلمتها إلى الوفد الفني العراقي». وتابع أن «المفاوضات بين الجانبين والزيارات الميدانية، فضلاً عن الاطلاع على التصاميم الهندسية الاصلية للمشروع، اثبتت ان ميناء مبارك لن يعيق الملاحة في خور عبد الله». وأشار الى ان «ما تردد عن وجود لسان بحري يعيق الملاحة العراقية كانت معلومات غير صحيحة». ولفت الى ان «المعلومات كانت تشير الى بناء الميناء في اربع مراحل، إلا ان ما أبلغنا به الجانب الكويتي أنه سيكون على 3 مراحل، وأن المرحلة الرابعة كانت ستؤثر بالملاحة العراقية». وقال: «للأسف بعض الجهات الخارجية التي لا يروق لها تطوير علاقات العراق مع الكويت دفعت باتجاه تصعيد الأزمة بين البلدين من خلال تزويد الحكومة العراقية بعلومات مغلوطة تؤكد ان المشروع يقوم على أربع مراحل، وان المرحلة الاخيرة تستقطع أجزاء كبيرة من الممر المائي العراقي وربما تغلقه بالكامل». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن في مقابلة تلفزيونية قبل اسابيع، أن دولة «ثالثة» أبلغت العراق معلومات عن ميناء مبارك، لكنه لم يكشف اسم هذه الدولة كما لم تصرح مصادر الخارجية العراقية باسمها. من جهة أخرى، اكد مستشار رئيس الوزراء عادل البرواري في تصريح الى «الحياة»، أن «أزمة ميناء مبارك تتجه الى الانفراج قريباً». وأوضح ان «الوفد الفني الذي ارسلته الحكومة الى الكويت لزيارة موقع الميناء، لمَّح الى توصله الى نتائج تصب في مصلحة كلا البلدين بعد الاتفاق على تسوية الازمة بالطرق الديبلوماسية». ولفت الى ان «الحكومة العراقية تحرص على تطوير علاقاتها مع الكويت وإنهاء الملفات العالقة وقد سلكت كل الطرق الديبوماسية لتطويق أزمة ميناء مبارك وتنبيه الأشقاء في الكويت الى الأضرار التي تصيب العراق». وأضاف: «كمستشارين للحكومة، لم نطّلع حتى الآن على التقرير النهائي لزيارة الوفد الفني، لكن أعتقد ان زيارات مسؤولي الحكومة العراقية وبعض الشخصيات البارزة الكويت في هذا الوقت، ساهم في استمالة الكويتيين لإبداء شيء من المرونة لحلحلة أزمة الميناء»، في إشارة الى زيارة زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم.