أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، أن بلاده «ستدرس تفاصيل» اقتراح روسي لتسوية الملف النووي الإيراني، من خلال انتهاج سياسة «الخطوة خطوة»، مكرراً رفضها الخضوع ل «ضغوط أو إملاءات». أما لافروف فقال انه أطلع الشركاء الايرانيين على مضمون الخطة الروسية، وقدم إليهم شرحاً تفصيلياً للخطوات المتبادلة التي يجب أن تتم على مراحل. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي، أن الخطة «نالت في شكل عام تأييد» الأعضاء الآخرين في مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، معرباً عن ارتياحه الى كون الإيرانيون «أبدوا اهتماماً قوياً بالعمل المشترك في إطار الخطة المقترحة، ونأمل في أن يتيح ذلك تحقيق تقدم بوتيرة أسرع مما كانت عليه الحال حتى الآن، يساهم في استئناف المفاوضات خلال أقرب وقت». وزاد: «نأمل في أن تتيح هذه العناصر الدخول في مرحلة جديدة نشطة من التحركات التي تؤدي في النهاية إلى تسوية هذه المسألة». في المقابل، أعلن صالحي ترحيب بلاده بالخطة التي «تتضمن نقاطاً إيجابية، وتفرض التزامات محددة على كل الأطراف. ونعتبر ذلك مهماً جداً، لذلك اتفقنا على درس تفاصيل المشروع وإنضاجه، من خلال العمل المشترك على مستوى الخبراء». وأكد استعداد طهران لاستئناف المفاوضات النووية، محذراً في الوقت ذاته من أنها «لن تخضع لأي محاولات لممارسة ضغوط أو فرض إملاءات». واعتبر أن ترحيب إيران بجهود روسيا، ينطلق من قناعتها بضرورة «التعاون وإحياء الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة المقبولة، والأكثر حكمة وعقلانية، ومبادرة موسكو تقوم على أساس هذا المنطق». وقال: «مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة». ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عن ديبلوماسي روسي قوله إن المسؤولين الأميركيين يقولون في مجالسهم الخاصة إن مبادرة لافروف «لا تتمتع بفرص كبيرة للنجاح»، وأنهم يفضلون تشديد الضغوط على النظام الإيراني. أما وكالة «رويترز» فنسبت الى ديبلوماسي روسي قوله إن الدول الأعضاء في مجموعة الست تؤيد الخطة، لكن ثمة خلافات حول تفاصيلها وخطوات محددة. واعتبر خبراء روس تحدثوا إلى «الحياة»، أن العنصر الأبرز في نتائج زيارة صالحي يتمثل في عودة الروح إلى الدور الروسي، بوصفه وسيطاً قادراً على العمل لتقريب وجهات النظر بين طهران والغرب. ولفتوا إلى أن الفتور الذي شاب علاقات روسيابإيران بعد انضمام موسكو إلى عقوبات دولية مشددة ضد طهران قبل شهور، وتجميد كل أنواع التعاون العسكري بين البلدين، أسفرا عن تراجع مواقع موسكو على هذا الصعيد. وعزز من ذلك مماطلة الروس في تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي. ولم يستبعد الخبراء أن يكون تقارب مواقف موسكووطهران إزاء تطورات الشرق الأوسط، أدى دوراً في محاولات الطرفين تجاوز الجمود الذي أصاب علاقاتهما في الشهور الماضية. وانسحب هذا التقارب على مفاعل «بوشهر»، إذ أعلن لافروف وصالحي أن تشغيله «سيتم في أقرب وقت»، فيما أشار رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي الى أن تشغيل المفاعل لن يتمّ قبل تشرين الثاني (نوفمبر) أو كانون الأول (ديسمبر) المقبلين. وشدد صالحي على أن «العلاقات بين ايرانوروسيا تتعدى الملف النووي، وتشمل مسائل واسعة للتعاون على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية»، لافتاً الى أن الملف النووي كان الأخير الذي ناقشه مع لافروف. وأكد صالحي لدى وصوله إلى موسكو، أن «إيران جار موثوق به لروسيا، وتجمع بين البلدين أواصر طيبة، على رغم بعض التقلبات التي شهدتها العلاقات بينهما أخيراً»، معتبراً أن «التطورات الإقليمية والدولية أقنعت إيرانوروسيا بضرورة تنمية علاقاتهما».