طالب المدرب السعودي خالد القروني بوضع برنامج إعدادي مختلف للمنتخب السعودي قبل خوضه مواجهات الملحق المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، إذ قال: «المرحلة المقبلة في غاية الأهمية لاسيما بعد دخولنا الملحق، وأرى أن يكون الجهاز الفني بقيادة البرتغالي بيسيرو هو المسؤول الأول والأخير عن تجهيز اللاعبين لهذه المرحلة، على أن يكونوا تحت سيطرته ومسؤوليته المباشرة من خلال المعسكرات والمباريات الودية القوية الدولية حتى لا يكون هناك أي تداخل في عمله وبرنامجه الذي تم التخطيط له». وأضاف: «حتى وإن تأهل المنتخب السعودي بإذن الله للمرة الخامسة على التوالي وهذا ما نتمناه بيد أننا بهذا الوضع لا يمكن لنا أن نقدم مستوى مميز يؤكد من خلاله رقي وتطور الكرة السعودية في السنوات الأخيرة، إذ يفترض أن تكون النظرة المستقبلية من وراء هذا التأهل هي تقديم مستوى فني مميز وتقديم خطة نتطلع من خلالها إلى ترجمة كل أنواع الدعم الرسمي والحكومي والجماهيري والإعلامي على أرض الواقع، ونقدم مستويات كبيرة التي يقدمها على سبيل المثال المنتخب المصري المشارك حالياً في بطولة القارات، إذ قدم مستويات فنية لافتة». وحول عدم نجاح مهمة «الأخضر» في التأهل مباشرة قال: «عدم تأهلنا مباشرة وخروجنا بالتعادل أمام الكوري الشمالي صاحبه بعض الظروف التي حدثت في المباراة ذاتها، ولعل أبرزها هو عدم توفيق اللاعبين في ترجمة الكم الكبير من الفرص التي تهيأت، إضافة إلى بروز الحارس الكوري الشمالي ودفاعه». وأضاف: «المنتخب السعودي قدم مستوى جيداً إلى حدٍ ما في بعض أوقات المباراة، وكان قريباً من تسجيل الهدف لولا سوء الطالع، وهو ما يجب ألّا يكون عذراً للمنتخب في عدم تحقيق الفوز لأنه منتخب كبير سبق له الفوز على منتخبات أقوى مهارة وخبرة وتمرساً من المنتخب الكوري الشمالي بيد أن كرة القدم المتطورة والحديثة لا يمكن لها أن تعترف إلا بمن يخدمها أياً كان». وأرجع المدرب السعودي عدم فوز منتخب بلاده إلى الإصابات والغيابات التي داهمت صفوف المنتخب وآخرها وأهمها أبناء عطيف اللذان يعتبران الشريان الرئيسي في خارطة المنتخب السعودي طوال مسيرة هذه التصفيات وأصبحا الرقم الصعب الذي يعتمد عليهما بيسيرو في كل المباريات التي لعبها، كما لم ننس الضغوطات الجماهيرية والنفسية التي كانت هي المحور الأساسي، إذ وضح مدى تأثيرها في اللاعبين داخل الملعب، لأن هذه الضغوطات هي التي جعلت البعض من اللاعبين لم يظهروا بالمستوى الفني المعروف منهم في الفترة الماضية والدليل على ذلك هو أن بعض اللاعبين أخطأ كثيراً في التعامل مع بعض الكرات التي تصله ولم يعد يعرف التعامل معها كما يجب. وقال القروني: «لم نشاهد التكتيك الفني الذي طبقه اللاعبين من المدرب لهذه المباراة الحاسمة والذي هو الآخر يتحمل جزءاً من العملية في عدم تحقيق الفوز، لأنه لم يوجد حلولاً فردية، ولم يجيد التعامل كما كان في المباريات الماضية، التي استطاع معها في فترة وجيزة من نقل المنتخب السعودي إلى أحد المنافسين، وبقوة على صدارة المجموعة بعد الفوز على المنتخبين الإيراني والإماراتي، ناهيك عن أن المستوى الذي قدمناه على وجه العموم في مباراة كوريا الجنوبية غاب في هذه المباراة، ولكن أيضاً على اللاعبين أنفسهم أن يعيدوا ترتيب وضعهم الفني من جديد في الفترة المقبلة، ويعرفوا جيداً أنه لم يعد يحتمل أية خسارة» من جهة أخرى، أبدى عدد من خبراء كرة القدم المصرية، تخوفهم من مستقبل «الأخضر» السعودي في طريقه إلى كأس العالم، وحمّلوا خط الوسط السعودي مسؤولية عدم تخطي عقبة كوريا الشمالية، والتأهل مباشرة لكأس العالم. ويرى الناقد الرياضي أشرف محمود أن تأهل كوريا الشمالية للمونديال على حساب المنتخب السعودي أصاب الجماهير العربية بصدمة كبيرة، خصوصاً أن الفرصة كانت قريبة جداً، ولكن لاعبي «الأخضر» فرطوا فيها بسهولة غريبة، وأهدوا بطاقة التأهل على طبق من ذهب لمنتخب متواضع، سيكون حلقة ضعيفة جداً في المحفل الكروي العالمي. ويرى محمود أن اللعب الصريح للاعبي خطي الوسط والهجوم، وارتماءهم في أحضان لاعبي كوريا، أفسدا جميع المحاولات السعودية التي اصطدمت بطريقة دفاعية بحتة، إذ دافعت كوريا بنحو 7 لاعبين. وأضاف: «أذكر أن كوريا الشمالية تأهلت مرة واحدة إلى نهائيات كأس العالم عام 1966 في إنكلترا، وحققت مفاجأة كبرى بلوغ ربع النهائي وخسرت أمام البرتغال 3-5 في مبارة صنعت شهرة الأسطورة البرتغالية ايزيبيو، كما أن الإنجاز الكوري يأتي في ظل أوقات سياسية عصيبة تمر بها البلاد من جراء برنامجها النووي الذي يلقى معارضة شديدة من جانب الغرب، وهو ما يضع هذا المنتخب «الصغير» تحت دائرة الضوء للمرة الأولى على الصعيد الرياضي وليس السياسي». ويؤكد الخبير الفني في اتحاد الكرة المصري طه الطوخي، أن غياب عنصر الإبداع في خط الوسط السعودي كان السبب في ضياع فوز كان ينتظره كل العرب، إذ كانت التمريرات والعرضيات تقليدية بحتة يتوقعها الكوريون، كما أثبت الدفاع الكوري الشمالي أنه قوي للغاية، فلم يتلق سوى خمسة أهداف في 8 مباريات، بل إنه لم يتلق في آخر خمس مباريات سوى هدف واحد، جاء في الدقيقة 88 لكوريا الجنوبية. ويضيف الطوخي: «الآن علينا كعرب أن نتخذ خياراً صعباً بين البحرين والسعودية، وسنكون محايدين لنشجع المتأهل منهما في كأس العالم». ويشير الطوخي إلى أن التغييرات التي أجراها المدير الفني للمنتخب السعودي البرتغالي بيسيرو بإدخال محمد الشلهوب بدلاً من عبدالرحمن القحطاني في الدقيقة 69 وناصر الشمراني «هداف الدوري السعودي» بدلاً من ياسر القحطاني في الدقيقة 87، أملاً بزيادة الفاعلية الهجومية للمنتخب السعودي لم تثمر عن نتائج ملموسة، لإصرار اللاعبين السعوديين على الاختراق من العمق، وإهمال اللعب من على الأطراف، فالكرات العرضية هي التي «تخلخل» أي دفاع متكتل. ويؤكد مدرب طلائع الجيش فاروق جعفر، أن وجود منتخب كوريا الشمالية في المونديال مفاجأة كبيرة، خصوصاً أن تأهله جاء على حساب منتخبين كبيرين هما السعودي والإيراني. ويرى جعفر أن بداية اللقاء كشفت التوتر الواضح على لاعبي المنتخب السعودي، ما أدى إلى تمريرات اللاعبين الخاطئة، وذلك على رغم سيطرتهم التامة على مجريات الأمور خلال الدقائق العشر الأولى من اللقاء. وأبدى جعفر استغرابه من عدم قدرة مهاجمين مميزين مثل القحطاني وهزازي على خطف هدف وحيد، واستغلال الغارات الكثيرة التي شنها «الأخضر» على دفاع كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يضيع ياسر القحطاني فرصة مؤكدة عندما واجه الحارس الكوري مباشرة وسدد الكرة في يده وخرجت ركنية، وأنه لو كان في حاله الفنية لسجلها بسهولة، إذ سجل أصعب منها.