حذر هاشمي رفسنجاني في مقالته في ذكري الحركة الدستورية التي تصادف في 15 آب (اغسطس) 1906 من مغبة تكرار تجربة هذه الحركة التي أفضت الى إقصاء العلماء عن الساحة السياسية. لكن مقالته شابها الغموض وأثارت اسئلة لم نجد لها جواباً مقنعاً. فمن هي الجهة التي اغتالت، في العقد الماضي، فضل الله نوري، ودافعت عن الاستبداد والديكتاتورية... أليست الصحافة التي كانت توالي «حزب كوادر البناء» والاصلاحيين؟ ومن هم الذين رموا، في حوادث الفتنة قبل عامين، الي حذف نعت الاسلامية من عبارة الجمهورية الاسلامية، واستبدالها ب «الجمهورية الايرانية» غير اولئك الذين جاهروا بالإفطار في شهر رمضان ليرفعوا شعارات مؤيدة للولايات المتحدة واسرائيل، وليشاركوا في صلاة الجمعة من دون ان يخلعوا احذيتهم، عندما كان هاشمي رفسنجاني يخطب في صلاة الجمعة منحازاً الى مدبري الفتنة والقائمين عليها؟ ألم يصف أنصار السيد هاشمي «الدين» ب «افيون الشعوب»، وزعموا ان التقليد هو صنو «سلوك القرود»، وأن علماء الدين هم الطبقة الرجعية في المجتمع؟ ألم يتسلق هؤلاء سلّم حكومة رفسنجاني ليتحالفوا لاحقاً مع الاصلاحيين ويقودوا برنامجاً حكومياً منظماً يعادي النظام والدين؟ أوليس القائمون علي حركة الفتنة مقربين من هاشمي رفسنجاني ومن أشد المعارضين للعلماء وحركتهم التنويرية؟ وهل المشاركون في حركة الفتنة يؤيدون حركة العلماء أم ينحازون الى امثال البهائيين والمنافقين وأنصار الملكية والعلمانيين وعصابة مهدي هاشمي ومنظمة مجاهدي الثورة الاسلامية و«حزب المشاركة»؟ تحالفت جماعات الفتنة، وشكلت طبقة من أنصاف المثقفين لقيادة حركة الفتنة والاضطرابات في 2009 مستغلة امكانات بيت المال لتأسيس الاحزاب والصحف التي ساهمت في الحوادث هذه. ومرد فشل الحركة الدستورية وحركة تأميم النفط في بلوغ الاهداف الى افتقارهما القيادة الحكيمة. وآن أوان فحص سلوك انصار الثورة والموالين لها امثال السيد هاشمي رفسنجاني خلال فتنة 2009 لتبيان إذا تحمل هؤلاء مسؤولياتهم أم ساهموا في تأجيج المشاعر المناهضة للثورة؟ وهل من دعموا رفسنجاني كانوا مؤيدين لها، ام هم من معارضي مبدأ ولاية الفقيه والإمام والقائد؟ ومن المستبعد ألا يدرك رفسنجاني، وهو الذي عاصر تاريخ الثورة وفهم المخططات الاميركية – الاسرائيلية، نيات أو اهداف المقربين منه الذين يريدون إبعاده عن الثورة والقيادة، والتأثير في شخصيته السياسية. * افتتاحية، عن «كيهان» الايرانية، 7/8/2011، اعداد محمد صالح صدقيان