تبنى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الهجوم الذي استهدف مساء الأربعاء قافلة للدرك الجزائري وخلّف بحسب حصيلة رسمية مقتل 18 عسكرياً إلى جانب مدني وجرح 6 دركيين ومدنيين. وأفاد مصدر أمني «الحياة» أن تم «تحديد الجهة» التي فر نحوها المهاجمون في ولاية البويرة، وقال «إن فريقاً من القوات الخاصة استُقدم من ولاية سطيف (300 كلم شرق العاصمة) نجح في قتل أحد منفذي الهجوم». واستُدعيت القوات الخاصة فور حصول الهجوم في وادي قصير في المنصورة بولاية برج بوعريريج (230 كلم شرق العاصمة). وأكد مصدر مطلع ل «الحياة» أن القوات الخاصة قتلت أحد المهاجمين، موضحاً: «لقد قُتل برصاصات عدة في الصدر أثناء فراره نحو جبال البويرة وكان يرتدي سترة واقية سُلبت من قتلى الدرك». وأضاف: «نعتقد أنه لم يعلم بإصابته إلا بعد مسيرة طويلة إثر نزيف للدماء... هناك شك في أن رفاقه هم من أكمل قتله لإتمام الفرار». وتتجه عملية التمشيط شمالاً باتجاه جبال ولاية البويرة (120 كلم شرق العاصمة)، حيث التضاريس الصعبة والغابات الكثيفة. وتبيّن أن قائد الهجوم هو حذيفة الجند «مولاي رشيد» المعروف ب «أبو حذيفة يونس العاصمي» مسؤول المنطقة الثانية (الوسط)، وهو قائد عسكري من قدماء «الجماعة الإسلامية المسلحة» أُسندت إليه المنطقة بعد مقتل «سفيان فصيلة» قبل عامين ونصف. وعم حزن شديد أثناء تشييع جنائز ضحايا الدرك الجزائري، وقد نُقلت جثامينهم إلى ولايات جزائرية مختلفة، وتلقى أهاليهم تعازي قائد الجهاز اللواء أحمد بوسطيلة وأعلى مسؤولي الدولة. كما نددت بالهجوم أحزاب سياسية وجمعيات من المجتمع المدني. وقُتل في العملية ضابط برتبة ملازم هو قائد الفصيلة واثنان برتبة رقيب أول و15 دركياً برتبة عريف منهم من جُنّد حديثاً ولا تتعدى فترة إلتحاقه العملي بالجهاز السنة الواحدة بعد إنتهاء فترة التدريب. وتمت عملية الهجوم بالاستعانة بشاحنة من الوزن الثقيل أغلقت الطريق في وجه عربات الدرك في الموقع الذي كان فيه المكمن معداً لذلك. وتقول رواية إنه بعد سلب الأسلحة والذخيرة أُحرقت جثث بعض الضحايا في شكل همجي داخل سياراتهم. وتبنى تنظيم «القاعدة» العملية التي أطلق عليها «غزوة المنصورة»، وأعلن أن عدد الضحايا 24 لكن السلطات الجزائرية أعلنت رسمياً أن القتلى 18 عسكرياً ومدني واحد. وحاول التنظيم في البيان نفي مسؤوليته عن قتله، زاعماً أن رجال الدرك هم من فعلوا ذلك. وأكد شهود أن القتيل سقط برصاص المجموعة المسلحة وشظايا زجاج أصابته بفعل قوة الرصاص. وأقرت «القاعدة» بأن رماية عناصرها أصابت صبية بجروح، وزعمت أن مواطنين كانوا قرب مسرح الهجوم الدموي «عبروا عن ارتياحهم الكبير وفرحهم». وفي القاهرة (الحياة) دان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاعتداد الإرهابي في الجزائر والذي راح ضحيته 24 من قوات الأمن الجزائرية، وأكد أن الجامعة العربية تقف بجانب الجزائر «ضد عبث الإرهابيين والتخريبيين الذين يعادون العصر ويسيئون إلى أمتهم أبلغ إساءة». وأعرب موسى عن تعازيه للجزائر شعباً وحكومة.