يبدو أن طموح إدارات أندية عدة باستعداد مثالي للموسم الرياضي المقبل بالمشاركة في دورة المصيف المقامة حالياً في محافظة الطائف، لم ينل رضا الأجهزة الفنية واللاعبين، والذين أبدوا امتعاضاً من السكن والمواصلات والوجبات الغذائية وتأخر مواعيد التدريبات فضلاً عن عدم كفاءة خدمة الإنترنت الموفرة في مقر السكن. وفي الوقت الذي أبدت الفرق امتعاضها من السكن، تمسك نادي الاتحاد بمقر إقامة مستقل في أحد فنادق الخمس نجوم وهو فندق الانتركونتيننتال الذي يقع في الحوية بالقرب من المدينة الرياضية، وقامت إدارة الاتحاد بدفع فارق السعر بين فندق اللجنة المنظمة والفندق الذي اختارته، وهو ما جعل «العميد» بعيداً عن موجة الشكاوى التي قدمتها بعض إدارات الأندية للجنة المنظمة، علماً بأن الاتحاد كان يقيم في الفندق ذاته في معسكر خاص قبل بداية الدورة. وتفاقمت أزمة الأجهزة الفنية في ظل عدم وجود صالة حديد في مقر السكن المخصص للفرق المشاركة في الدورة، وهو ما أقلق الأجهزة الفنية التي اضطرت إلى إيقاف تدريبات الحديد للاعبيها وسط حال تذمر شديدة من ذلك لتأثيرها على المخططات الإعدادية للاعبين. وقادت مشكلات الوجبات الغذائية اللاعبين إلى التمرد على الترتيبات الإدارية والتوجيه إلى مطاعم الطائف المختلفة لتناول وجبات السحور فيها حتى إن إدارات بعض الأندية اضطرت إلى التدخل وإقامة حفلة سحور للمندي والسليق الطائفي للتخفيف من الضغوط على لاعبيها. وقال أحد اللاعبين – طلب عدم ذكر اسمه -: «الوجبات الموجودة في الفندق لم تكن على مستوى هذا التجمع، ما جعلنا نرى بعض اللاعبين يذهبون ويتناولون وجبة السحور والإفطار خارج الفندق ويعودون مرة أخرى ومنهم من جلب السحور من خارج الفندق إلى غرفهم الخاصة، بصراحة كان من المتوقع أن يكون مقر إقامة البعثات أفضل مما تم توفيره بكثير، فهناك أمور تعود اللاعبون على رؤيتها في بقية الفنادق الأخرى غير متوافرة هنا مثل صالة الحديد والجودة العالية في خدمة الانترنت». وبات من المألوف مشاهدة اللاعبين في ساعات الصباح الأولى وهم يغادرون الفندق بسيارات الأجرة الخاصة لتناول الطعام خارجاً، وبرر بعضهم موقفه بأن الأكل يتكرر يومياً بنفس الأصناف، فضلاً عن الزحام الكبير في مطعم الفندق الذي تتواجد فيه 7 فرق. وقال حارس فريق نجران جابر العامري: «الفندق جيد لكن الأكل لا يتغير كل يوم كسابقه، ولولا نظام إدارة الفريق التي لا تسمح لنا بتناول الطعام من خارج الفندق لذهبنا إلى مطاعم الطائف، لأننا نعاني من الملل من ثبات الوجبات ولكن للأسف الإدارة تجبرنا على البقاء في الفندق». وأضاف: «الإدارة جلبت لنا ذبيحة مندي من باب التغيير، ولسنا وحدنا في هذا الأمر بل أيضاً الرائد وكذلك الفتح والفيصلي والقادسية». وحول الحافلات، قال: «بصراحة حافلات النقل مشكلة، فنحن أتينا من جدة إلى الطائف في قرابة 5 إلى 6 ساعات وهي مدة كبيرة جداً مما يدل على سوئها». وأشار إلى تأخر وقت المباريات، قائلاً: «توقيت المباريات ليس جيداً ويبدو لي أن السبب وجود ملعب واحد فقط لكل الفرق، والإشكال يكمن في التمارين التي تبدأ أحياناً الساعة الثانية عشرة والنصف، وهذا وقت متأخر كون التمارين تستغرق قرابة ساعة ونصف أو أكثر، ولو كان هناك ملعب آخر لكان التنظيم أفضل». وتعدت الشكاوى إلى مواعيد المباريات، إذ إن الجدول خصص مباراة لكل فريق في الساعة الواحدة صباحاً، فضلاً عن أن بعض الفرق تبدأ تدريباتها بحسب الوقت المخصص لها الساعة الثانية عشراً ليلاً ما يعنى أن انتهاء الحصة التدريبية يكون في الساعة الثانية صباحاً. ولم ينته مسلسل الضغوط التي تعرضت لها إدارات الأندية على السكن والوجبات الغذائية وصالة الحديد فحسب، بل اشتكى لاعبون عدة بسبب عدم توافر خدمة الإنترنت في مقر السكن بالكفاءة المطلوبة، وهو ما حدا ببعض الإداريين إلى توفير أجهزة «كونكت» خاصة للاعبين. اللاعبون لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا واشتكوا منها ممارسين أعلى درجات الضغوط على إدارات أنديتهم ومنها وسائل المواصلات التي تم توفيرها للفرق المشاركة والتي اشتكى اللاعبون من مقاعدها الصغيرة وغير المريحة، وبدأت مشكلة المواصلات منذ اليوم الأول، إذ انتقل اللاعبون من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إلى مقر الفندق في الطائف من خلالها، وهي رحلة تستغرق خمس ساعات تقريباً كانت كفيلة بفتح ملف «الحافلات» باكراً ليتحول الانتقال من مقر الفندق إلى الملاعب إلى موجة استياء وتهكم من اللاعبين. من جهته أبدى مدير أحد المطاعم في منطقة الهدا سامي الهذلي سعادته بانتعاش المبيعات مع انطلاق بطولة المصيف، وقال: «عادة تقل المبيعات في شهر رمضان من كل عام ولكن هذا الموسم كان مختلفاً بسبب بطولة المصيف إذ تواجد اللاعبون بكثرة خصوصاً في وجبة السحور». وأضاف: «لم أكن في البداية أعلم أن السبب بطولة المصيف ولكن مع تزايد عدد اللاعبين الذين يحضرون مرتدين أزياء فرقهم الموحدة وبعد السؤال علمت بأن هؤلاء هم لاعبو الفرق المشاركة في البطولة التي أنعشت مبيعاتنا، وللمعلومية ففي مثل هذه الأوقات من رمضان يكون الدخل اليومي قليل لكن ولله الحمد هذا العام كان مختلفاً عن السنوات الماضية». واختتم سامي حديثه والابتسامة تعلو محياه: «أتمنى أن تتواصل هذه البطولة في السنوات المقبلة لكي تتواصل الأرباح طوال فترة الإجازة».