استأنف مقاتلو المعارضة السورية معركة «السيطرة على التلال» لربط ريفي درعا والقنيطرةجنوب سورية في محاذاة حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل، بسيطرتهم الكاملة أمس على تل جموع في درعا، في وقت استقال عدد من قادة «الجيش الحر» بسبب تجاوزهم في تسليح المقاتلين. واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إيران باقتراح مشاريع اقتصادية ل «تمكين الاستيطان» في سورية. (للمزيد) وكانت قوات النظام شنت هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على تلال خسرتها في ريفي درعا والقنيطرة، أبرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى وتل الأحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الخط مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وأفاد رئيس «غرفة عمليات المنطقة الجنوبية الغربية» العقيد زياد الحريري أمس، بأن مقاتلي أكثر من عشرين فصيلاً سيطروا على موقع جموع قرب نوى، التي تعرضت قبل أيام لقصف عنيف. وبث نشطاء فيديوات أظهرت مقاتلي المعارضة داخل الموقع وصور أسرى وقتلى من قوات النظام. وأوضحت شبكة «مسار» المعارضة أن 22 عنصراً نظامياً أُسروا. وكان لافتاً أن نشطاء بثوا فيديو أظهر استخدام مقاتل معارض صاروخ «تاو» الأميركي المضاد للدروع الذي تسلمت المعارضة في شمال سورية عدداً منه، وجاءت السيطرة على التل بعد إعلان عدد من الفصائل التزام حقوق الإنسان ومعايير دولية للتعاطي مع مقاتلي النظام، الأمر الذي رحب به «الائتلاف». ويعتقد أن هذا كان من الشروط التي فرضتها دول غربية على مقاتلي المعارضة قبل تسلم سلاح مضاد للدروع. وأعلن عدد من الفصائل في 30 نيسان (أبريل) الماضي معركة «يرموك خالد بن الوليد» للسيطرة على تل جموع والمناطق المحيطة به «ثأراً لشهداء القصف بالبراميل وثأراً لشهداء مدينة نوى ونصرة لحرائر حوران الطاهرات». في المقابل، شنت قوات النظام والميليشيات هجوماً مضاداً للسيطرة على مدينة كسب في اللاذقية في شمال غربي البلاد. وأوضح «المرصد» أن اشتباكات دارت «في محيط جبل النسر ما أدى إلى مقتل ضابط منشق وضابط وعناصر من قوات النظام». وشن الطيران غارات عدة، بينها غارة أدت إلى مقتل تسعة ب «براميل متفجرة» سقطت على مناطق في بلدتي المزيريب وطفس في ريف درعا، وستة في مناطق في بلدة كفربطنا شرق دمشق، إضافة إلى مقتل «15 بينهم مواطنتان بسقوط براميل على بلدة عندان ورجلين في بلدة خان السبل» في ريف حلب شمالاً. وفيما قتل رجل على الأقل بقصف بلدة كفرزيتا في حماة وسط البلاد، «ارتفع إلى 9 مواطنين بينهم 4 مواطنات وطفل، عدد الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في بلدة كفر بطيخ» في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وفق «المرصد»، الذي أفاد ب «سقوط أكثر من ثلاثين شخصاً بين قتيل وجريح ب «انفجار عبوة ناسفة كانت موجودة في سيارة تاجر سلاح في بلدة الميادين» في شمال شرقي البلاد. في غضون ذلك، استقال قادة تسعة مجالس عسكرية من المجلس العسكري ل «الجيش الحر» برئاسة العميد عبدالإله البشير بسبب نقص تزويدهم بالسلاح من قبل حلفاء المعارضة وتجاوز هذه الدول ل «الجيش الحر» وتقديم السلاح في شكل مباشر إلى فصائل معينة. وأوضح المقدم محمد العبود، أحد الموقعين على بيان الاستقالة، لوكالة «فرانس برس»، أن سبب الاستقالة يعود ل «عدم وجود دور للمجلس العسكري الأعلى، فالدول المانحة تتجاوزه في شكل تام». وأشار العبود إلى أن الدول المانحة تقوم فضلاً عن ذلك بإرسال المساعدات العسكرية بما فيها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدبابات إلى الفصائل التي يختارونها. سياسياً، قال «الائتلاف» إن «مشاريع إيران الاقتصادية في سورية ليست للإعمار بل لتمكين الاستيطان». وأوضح عضو الهيئة السياسية نصر الحريري في بيان: «على الحكومة الإيرانية تقديم مشروع مشاركتها بإعادة إعمار سورية إلى المرشد الأعلى (علي خامنئي)، حيث لم يعد هناك أي قرار لبشار الأسد، الذي لا يعدو كونه حجر شطرنج بأيدي الميليشيات الإرهابية للنظام الإيراني».