لابد ان يكون مشروعاً جباراً ذلك الذي اقره الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتماد حملة «احترام» والتي تحمل شعار «الكرة لا تعني الكره». فهي من أهم خطوات التطوير الحقيقي الذي يجب ان يسود الملاعب الرياضية للابتعاد عن الشد العصبي التي تأخر الكثير من المقومات المساعدة على التألق والبناء وهو أهم ما يجب التركيز عليه لخلق نقلة تطويرية لصنع مستقبل أكثر نضوجاً وترسيخاً، كما ان هذا المشروع الوليد يغرس وينمي الروح الرياضية، تلك التي أخرت الرياضة لدينا لأسباب كثيرة جداً جعلت الوسط الرياضي يمتلئ بالاحتقان والاتهامات مما أضفى الشيء الكثير على روح المنافسة وبدأت الشكوك والاتهامات تطول الكل مع الأسف. ومن دون مباريات وتنافس يسوده الألفة ويرتقي فيه السلوك الى مستوى الأخوة فإنها ستكون مباريات تخلق النعرات والتعصب وتزيد في العداءات، وهي في نهاية منافسة رياضية لابد ان يكون فيها فائز وآخر خسران، وهذا المشروع الحيوي وان كان البعض يرى فيه انه تأخر كثيراً فهو مشروع للمعنيين بالرياضة كافة وهو غير موجة للاعبين مثلاً لكي نطالبهم بالتقيد به، بل هو موجه للجميع وان كان موضوع تطبيقه صعباً للغاية في مجتمع رياضي استشرت فيه الكثير من السلبيات وكثرت فيه الاتهامات وان كانت بعض هذه الاتهامات صحيحة وقوبلت بحزم من المعنيين وصدرت تجاهها العقوبات المناسبة، ولابد ان يكون التطبيق يبدأ في خلق علاقة مميزة بين الأندية فمثل هذه العلاقة هي التي زرعت التنافس بعيداً عن ملاعب الرياضة وفصص حروب الأندية في العلاقة لا تحتاج الى سرد والقصص المتوفرة في هذا الجانب مضحكة ومبكية في أن حتى انها أثرت في مستقبل الرياضة السعودية وتضررت منها المنتخبات. فنجاح الحملة المعتمدة من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، فهي مجرد بداية لكنها تحتاج الى وقت طويل من خلال خطوات جريئة هدفها الاسمى الرياضة السعودية في المقام الأول، فعندما تضع الأندية بمسؤوليها ومنسوبيها هذا الأمر أمامهم كهدف فإن هذه الأندية ستساهم في الحملة، وعلينا ان نكون أكثر شفافية فالفكرة وان تأخرت رائعة لكن تطبيقها على أرض الواقع يحتاج الى حزم ينبع من فرض هذه الحملة بالكثير من الرقابة للكثير من التجاوزات التي ستبدأ مع بداية كل موسم فإذا لم يتحقق ولو جزء بسيط من هذه الحملة فستظل الرياضة السعودية من تصرفات من دخلوا الوسط الرياضي لخلق أشياء لا علاقة للرياضة بها. وكل هذا المتوقع تطبيقه في القادم من الزمان يجب ان يكون برعاية متخصصين فقد يظهر من يستغل هذه الحملة لزيادة مكاسبه غير المشروعة ولربما ان الرسالة في هذا الجانب هي الأخرى أيضاً لا تحتاج الى مزيد من الشرح، فكل ما نتمناه ونطالب به ألا تكون الرياضة ومبارياتها ترتقي الى المستوى الأخلاقي الذي هي عليه. [email protected]