لا نعرف كيف كان استعراض الاتحاديين مساء البارحة أمام الفريق النصراوي، الذي يتراجع من مباراة إلى أخرى، شأنه في ذلك شأن غالبية الفرق السعودية التي لم تعد قادرة إلا على بعضها البعض، فالخروج المر من الأندية السعودية في بطولة آسيا يعكس الكثير من التخبط الذي تعيشه هذه الفرق من مستويات لا ترتقي للطموحات. وانتهت مغامرة غالبية الأندية السعودية في هذه البطولة المهمة التي تتكسر كل المحاولات السعودية عندما يكون النزال خارجياً، اما اذا كان النزال محلياً فنحن لا نشبه أحداً على الإطلاق، فلاعبونا رجال وأبطال وأصحاب بطولات، ولا أحد يوازينا أو يستطيع لي أعناق لاعبينا، بينما تعجز عن الوصول إلى الأدوار المتقدمة، منذ متى لم يصل فريق سعودي الى نهائي الكأس الآسيوية؟ ومتى كانت آخر كأس حاز عليها فريق سعودي؟ وكم أصبح الفارق بين الأندية السعودية وأندية كوريا واليابان؟ فالأندية السعودية على هذا المستوى أصبحت غير قادرة على تجاوز الأدوار التمهيدية، وان تطورت وصلت الى دور ال16 لا غير، فالمنافسات واستعراض العضلات لا نسمع عنهما الا عند اللقاءات المحلية، فقد افتعلنا بعض المشكلات السخيفة داخلياً، لكننا في الوقت نفسه نستكين للأندية الإيرانية، على رغم الفارق الفني الواضح لمصلحة الكرة السعودية. حتى على مستوى المنتخب، فإن الحال شبيهة بما يجري في الأندية، أليس المنتخب يعكس أحوال الأندية عندما يخسر أو يتعادل هذا المنتخب مع منتخبات كانت تحلم بالتسجيل في المنتخب السعودي؟ فهناك إجراءات يجب أن تتخذ لخلق أندية تتنافس محلياً وخارجياً بطريق متوازن، فالأندية تستعد محلياً بالمعسكرات والتعاقدات، لكن عندما تحين المشاركات الخارجية تسقط كل الأقنعة الاستعدادية، وانها استعدادات هشة وغير منطقية، بل لم يعد الفوز الخارجي يعني أي شيء لبعض الأندية، المهم ألا يفوز علينا الاتحاد أو الهلال أو النصر أو الشباب وغيرها من الأندية المتنافسة التي تتحمل طاقات خرافية (المهم نفوز) ولكم المكافآت (الطاق طاقين)، وتكفون لا يفوزون عليكم فيهم (وبيضوا وجوهنا)، فالتنافس المحلي أمر مطلوب لا شك في ذلك، لكنه يجب ان يكون دافعاً الى تنافس خارجي أقوى، رفعنا عدد البطولات التي تحققت محلياً متباهين بها، في الوقت الذي عجز نادينا عن تسجيل بطولة واحدة خارجية على المستوى العالمي، هل هذه هي إنجازات أبطالنا، تلك بطولات محلية قد لا تؤدي إلا لفصل التنافس المحلي الذي يتكرر أبطاله من موسم إلى آخر. فاليوم لم تعد فرق الكرة السعودية تلك الفرق التي يمكن الرهان عليها، فالمستويات الفنية متباينة، وإن كانت هناك فوارق فنية تصب في مصلحة فريقين أو ثلاثة، أما البقية فإنها تتصارع على مراكز متقدمة لا علاقة فيها بمن سيفوز بالبطولة في نهاية المطاف. اللاعب الأقوى في الملاعب السعودية ليس هناك لاعب يوازي محمد نور قائد فريق الاتحاد الذي يقدم مستويات مبهرة، لكن مشكلة نور أنه لا يظهر الا في مباريات معينة، أضف الى ذلك انه لا يتعامل مع الاحتراف بالشكل الصحيح كما يقول عنه المراقبون والمحللون، كما ان الخبرة تخونه في بعض المواقف على رغم كل تلك السنين مما يحرج اللاعب او حتى ناديه، لكن اللاعب محمد نور يتجاوز بمستواه كل البقية. [email protected]