الأكيد ان الشكاوي من التحكيم لن تتوقف، بل هي تزداد موسماً بعد الآخر، ففي السابق قبل عدة سنوات كانت الشكاوي تصدر من ناديين او ثلاثة، وكان المتابعين يتندرون على مثل هذه التصريحات ويعتبرونها مجرد تبرير لا اكثر وان كان في هذه التصريحات نوعاً من المنطقية، كان الحكم يتمتع بشخصية قوية وقراراته غير قابلة للتشكيك حتى ولو طالها الشك. اليوم المسألة تجاوزت المطالبة بالحقوق كما يفعل غيرنا، الكل ضد هذا الحكم، الفائز والخاسر، وكلهم في الهواء سواء. لا احد ينكر ان هناك أخطاء (تقديرية) تكون بمثابة الكارثة تغير من نتيجة المباراة وتحولها من فريق الى آخر هو أمر يحدث في كل ملاعب الدنيا، فالحكم وقراراته جزء من اللعبة، ووالتر جاج المدير التنفيذي ومستشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يؤكد ان هناك 7 حالات أخطاء تحكيمية حدثت في كأس العالم الأخيرة، «الاقتصادية» الاثنين 26 يناير 2009 العدد 5586. ان أخطاء الحكام وتأثير ذلك في نتائج المباريات وسير الدوري يتعلق بالجانب الإنساني في اتخاذ القرارات وإدارة المباريات وبالتالي فإن الخطأ من سمات البشر وستبقى موجودة في هذه اللعبة، وأفضل مثال ما حصل في كأس العالم الأخيرة بألمانيا حيث شاهد الجميع الأخطاء المؤثرة في نتائج المباريات، كما تم تسجيل العديد من الحالات التي ستبقى راسخة مثل منح الحكم الإنجليزي جراهام بول ثلاثة إنذارات للاعب واحد في نفس المباراة، والأخطاء الكوميدية في هذا المجال لا حصر لها. في مباراة القادسية والأهلي الأخيرة انقض اكثر من سبعة لاعبين دفعة واحدة صوب الحكم المساعد عندما رفع رايته مستنكرين عليه المطالبة بإعادة تنفيذ ضربة الجزاء المهدرة لكون ان حارس المرمى تقدم خطوتين قبل تسديد المرمى، فمن يحاسب هؤلاء؟ اذا طالبنا بمحاسبة او معاقبة الحكام رغم ان قرار الحكم المساعد ينم عن شجاعة وتطبيق للقانون، بينما الحكم المساعد في مباراة نجران والنصر يعيش نفس الموقف ونفس القصة لكنه لا يرفع رأيته ويطنش حقاً للنصر كان من الحق الاستفادة منه عند تنفيذ ضربة الجزاء النصراوية المهدرة، كما استفاد منه الأهلي، فكيف سيحاسب هذا الحكم المساعد، وكيف سيكافأ فريق النصر ولاعبوه لا يسجلون أي اعتراض ومسئولية يلتزمون الصمت؟ الغريب في الأمر والذي يؤكد أننا نعيش حالة ظاهرة خطيرة ان رئيس احد اندية الدرجة الأولى عندما وجد ان موضوع الحكام اصبح ساخناً بعد نهاية الجولة الأخيرة ركب الموجه واتصل على برنامج الجولة في art واخذ يشتكي من الحكم وكيف فعل وماذا قدم ضد فريقه، في نفس الوقت مدير الكرة في النادي يتصل على برنامج مساء الرياضية في القناة السعودية وكرر نفس الموال، ربما هناك ما يبرر هذه الشكوى، لكنها في النهاية لن تعيد لهم ما سلب منها حسب إدعائهما، وماذا كان الهدف من هذه الحملة السريعة...؟ يجب ان نقول في نهاية الأمر ان لا يترك الحبل على الغارب ولابد من وضع ترتيب للتصريحات، والتنظيم يجب ان يكون وفق مضامين نتجاوز فيها تكميم الأفواه، لكن لا نقبل فيها ما يحدث الآن. [email protected]