أظهرت دراسة نشرتها مجموعة مصارف ألمانية تستثمر في قطاع العقارات في البلاد، أن أسعار عقارات السكن الجديدة ارتفعت خلال العامين الماضيين نحو 20 في المئة في جميع المدن التي يتجاوز عدد سكانها النصف مليون نسمة. وأشارت الدراسة التي وُضعت على خلفية استطلاع أجرته مجموعة مصارف «باوشباركاسّن» الشعبية للعقارات أن المجموعة لعبت دور الوسيط العقاري لبناء 31500 عقار سكني في البلاد خلال الفترة المذكورة. وأوضحت مجلة «مينيجر ماغازين»، استناداً إلى بيانات الاستطلاع، أن ارتفاع الأسعار شمل كل البلاد ولم يعد يقتصر على مدن كبيرة مثل ميونيخ وفرانكفورت وهامبورغ. واللافت أن مدناً شرقية مثل برلين ودريسدن احتلت مراتب متقدمة جداً من ضمن مجموعة من المدن الغربية، علماً أن أسعار العقارات السكنية في مدينة نورنبورغ، في جنوب البلاد، ارتفعت 18 في المئة. وبعدما امتلأت المناطق الرفيعة المستوى بالسكن الفخم في المدن المعنية، بدأت أسعار العقارات في المناطق الأقل مستوى بجذب الاستثمارات، ما أدى إلى ارتفاع ثمن العقارات المعروضة. وتوقعت مجموعة المصارف الشعبية ارتفاعاً جديداً في أسعار العقارات حتى نهاية السنة، قد يصل إلى ثلاثة في المئة. وأوضح مصرف «إل بي إس» للادخار والإقراض في دراسة نشرها في برلين أن المواطنين يبحثون عن دور عقارات سكن جديدة في مناطق أفضل نتيجة ارتفاع دخلهم. ولفت إلى أن عروض بيع المساكن والدور القديمة تتراجع، في حين تنمو أعداد دور السكن الجديدة ببطء، ما يرفع الطلب ويخفض العرض. وأشارت إلى فروق كبيرة في الأسعار مع اختلاف المناطق، فأسعار الفيلات في المناطق الممتازة تبلغ نحو عشرة أضعاف سعرها في المناطق الشعبية. وتعتبر مدينة فيسبادن، في الغرب، حالياً أغلى المدن الألمانية إذ يبلغ السعر الوسطي للعقار السكني هناك نحو 750 ألف يورو، وتأتي ميونيخ في المرتبة الثانية ب710 آلاف يورو، ثمّ هايدلبيرغ، في جنوب فرانكفورت، ب550 ألف يورو. وبيّن المصرف أن سعر المتر المربع في المدن الكبيرة والمتوسطة في شمال البلاد وشرقها غالباً ما يكون أقل من 1000 يورو، فيما يصل سعره في الجنوب إلى نحو 1500 يورو، في حين تباع العقارات السكنية القديمة مع تخفيض تراوح نسبته بين 35 و40 في المئة من سعرها المعلن.