يحاول سكان في المدينةالمنورة السير على عاداتهم القديمة في شهر رمضان المبارك، مثل تخزين المواد الغذائية، وشراء الأواني المنزلية استعداداً للولائم والعزائم؛ لإحياء الاجتماعات العائلية، وخصوصاً الاجتماع في بيت كبير الأسرة لتناول الطعام والسمر، والتزاحم على بياعي ثلاثي الفول والسمبوسك والشوربة، والمحافظة على عصير «السوبيا» المشروب المفضل والأساسي. أما الذكريات التي حفرت في ذاكرة المدنيين ويفتقدونها حالياً فأبرزها المسحراتي الرجل الذي يطوف بين البيوت ليلاً؛ ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور قبيل أذان الفجر، إلى جانب مدفع الإفطار. وقالت إحدى ساكنات المدينةالمنورة عابدة ل«الحياة»: «ما زالت بعض العادات القديمة والمحببة إلى النفس في هذا الشهر الكريم موجودة، ومنها تبادل الأسر فيما بينها المأكولات التي يتم طبخها في المنزل وتسمى «طعمة»، وكذلك بعض الأكلات الشعبية مثل «البليلة»، وبسطات الترمس والبطاطا المقلية، والكبدة التي ينشرها أبناء الأحياء في المدينةالمنورة. وأتذكر أيام المسحراتي ونقره على طبلته ذات الإيقاع الخاص، وهو يقول: «اصحَ يا نايم وحِّد الدايم»، مشيرة إلى أنه لم يكن له أجر معلوم أو ثابت، ويأخذ ما يجود به الناس صباح يوم العيد، وأن اليوم لم يعد للمسحراتي أي دور. وأضافت أن مدفع رمضان من أجمل مظاهر الشهر في المدينةالمنورة؛ إذ كان الكبار ينتظرون سماعه من على شرفات منازلهم، وبعض الأطفال يصرون على أن يذهبوا شخصياً إلى مكان وجوده للتمتع بمنظر «تلقيمه» بالخرق والورق والبارود قبل إطلاقه مع إشارة المؤذن معلناً موعد الإفطار.