قالت مصادر فلسطينية إن حكومة «حماس» في غزة تراجعت عن قرارها إغلاق «الهيئة الطبية الدولية» البريطانية (آي ام سي) وقررت «السماح لها بالعمل اعتباراً من اليوم»، مضيفة أن وزارة الخارجية والتخطيط أبلغت وسطاء أمميين قرارها السماح للهيئة بالعودة الى العمل. وجاء القرار بعد أقل من 24 ساعة على قرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) وقف عملياتها في القطاع تنفيذاً لتهديداتها ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها. وكانت وزارة الداخلية في حكومة غزة طلبت من منظمات دولية غير حكومية تعمل في قطاع غزة الرقابة والتفتيش على عملها، إلا أن تلك المنظمات والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) التي تمولها رفضت ذلك. وأُجريت محادثات كثيرة خلال الاسابيع الماضية من دون جدوى. وأوضحت المصادر الفلسطينية ل «الحياة» امس أن الوزارة أبلغت الوسطاء بأنها «ستتعاطى ايجاباً مع اقتراح قدمه الوسطاء يهدف الى التوصل الى حل للأزمة» التي نشأت قبل أكثر من شهرين. وأشارت الى أن الوسطاء اقترحوا أن «تسمّي الحكومة خمس أو ست شركات محاسبة دولية تعمل في غزة كي تختار كل منظمة منها ما يناسبها للتدقيق المالي في عملها»، مرجحة أن «تقبل الحكومة هذا الاقتراح». وقالت إن «الوسطاء لم يبلغوا رسمياً وخطياً بقبول الاقتراح، وأنه تم ابلاغهم شفهياً بإعادة فتح الهيئة فقط، على أن يعقد لقاء اليوم لبحث إمكان التوصل الى اتفاق نهائي». وقال مسؤول كبير في حكومة «حماس» طلب عدم ذكر اسمه لوكالة «فرانس برس»: «بعد اتصالات ومشاورات بواسطة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة، انتهت الازمة كلياً مع الوكالة الاميركية للتنمية بتأجيل اي اجراءات من الحكومة هنا لفترة زمنية محددة». واضاف: «ستبقى الامور كما هي لثلاثة اشهر تقريباً من دون اتخاذ اي اجراءات جديدة (تتعلق بتفتيش ملفات وسجلات المنظمات المدعومة من الوكالة)، على ان يتم خلال هذه الفترة ايجاد حلول موقتة ومناسبة». وتابع المسؤول الذي شارك في المفاوضات لانهاء الازمة انه سيتم «الاتفاق على آلية محددة تضمن الشفافية والمحاسبة الداخلية في هذه المؤسسات الدولية مع تأكيدنا على عدم وجود اي رقابة على عملهم. نحرص على استمرار المؤسسات الدولية وتقديم خدماتها لأبناء شعبنا». وقال: «لا توجد أي عقبات امام عمل المؤسسات الدولية، وكذلك لا توجد أي مؤسسة منها مغلقة الآن في غزة». وأكد مسؤول في الاممالمتحدة التوصل لهذا الاتفاق، مشيراً الى ان المنظمة الدولية «بذلت جهوداً كبيرة لإنهاء الازمة والتوصل الى اتفاق جيد». وكانت الوكالة الأميركية هددت بوقف المساعدات احتجاجاً على ما وصفته «تدخلات» وزارة الداخلية في الحكومة في شؤون المنظمات غير الحكومية الدولية التي تموّلها وأعمالها. وقال مسؤول أميركي مساء أول من أمس إن «الوكالة قررت وقف مساعداتها لقطاع غزة بسبب تدخلات حماس التي تحكم القطاع». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: «يؤسفنا بشدة أن نعلن أن الأعمال التي تقوم بها حماس أجبرت المنظمات الشريكة الممولة من «يو إس إيد» والعاملة في غزة على وقف عمليات المساعدة التي تقوم بها». وأضاف أن «برامج المساعدة التي تقدمها «يو إس إيد» علقت فعلياً ابتداء من 12 آب (أغسطس)». وأشار الى أن «حماس، ومن خلال سلسلة الإجراءات التي فرضتها خلال الأشهر القليلة الماضية، أوجدت بيئة تعيق قدرة المنظمات غير الحكومية على تقديم المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً من سكان غزة».