جاءت التعاملات في السوق المالية السعودية الأسبوع الماضي على غير هوى المتعاملين الذين أقلقهم تراجع التصنيف الائتماني للديون الأميركية من جهة، والهبوط الحاد الذي شهدته البورصات العالمية من جهة ثانية؛ فاتجهت دفة المستثمرين في السوق السعودية جهة البيع الذي تدافع إليه الكثيرون؛ للخروج من السوق أو لتجنب خسائر متوقعة حال اشتداد أزمة الديون في بعض البلدان الأوروبية، وما له من تأثير سلبي على القطاع المالي، ويُدخل الاقتصاد العالمي في موجة ركود جديدة. وتأثرت أسعار الأسهم المدرجة في السوق السعودية بنار البورصات العالمية التي أدت إلى احتراق أسهم سعودية قيمتها 75 بليون ريال (20 بليون دولار)، نسبتها 6 في المئة، بعد تراجع القيمة السوقية إلى 1.206 تريليون ريال (321.7 بليون دولار) في مقابل 1.281 تريليون ريال (341.7 بليون دولار) الأسبوع السابق، جاء ذلك نتيجة هبوط أسهم 140 شركة، وصعود أسهم أربع شركات فقط، فيما استقر سهم «الإعادة السعودية» عند 8.65 ريال من تداول 11 مليون سهم. وكان مؤشر السوق السعودية أول مَن تلقى صدمة «التصنيف الائتماني» بين مؤشرات البورصات العربية، وخسر في جلسة السبت الماضي 5.48 في المئة من قيمته، تعادل 350 نقطة، وتراجع في ثلاث جلسات أخرى من الأسبوع، بينما كانت الزيادة الوحيدة في جلسة الأربعاء الماضي بنسبة 0.51 في المئة، لتبلغ محصلة خسارة المؤشر الأسبوع الماضي 384.55 نقطة، نسبتها 5.99 في المئة؛ ليهبط المؤشر إلى مستوى 6039.32 نقطة، في مقابل 6423.87 نقطة ليوم الأربعاء من الأسبوع السابق؛ لترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 581 نقطة، نسبتها 8.87 في المئة. ونتيجة تدافع المتعاملين إلى البيع وهبوط الأسعار، ارتفعت السيولة المتداولة الأسبوع الماضي إلى 18.5 بليون ريال (4.93 بليون دولار)، بزيادة قدرها 5.94 بليون ريال (1.6 بليون دولار)، نسبتها 47 في المئة، فيما صعدت الكمية المتداولة بنسبة 58 في المئة، إلى 808 ملايين سهم، وارتفع عدد الصفقات المنفذة إلى 410 آلاف صفقة، بنسبة ارتفاع 35 في المئة. وخالف مؤشر «الفنادق والسياحة» اتجاه السوق، وارتفع بنسبة 0.52 في المئة، وسجل سهم «الفنادق» أكبر زيادة في السوق بلغت 2.96 في المئة، إلى 27.80 ريال، بينما استقرت مؤشرات ال 14 قطاعاً الأخرى في المنطقة السالبة، كان أكبرها خسارة مؤشر «شركات الاستثمار المتعدد» الهابط بنسبة 10.20 في المئة، تلاه مؤشر «التأمين» الذي فقد 8.35 في المئة من قيمته، بعد تراجع كل أسهم القطاع، عدا سهم «أكسا - التعاونية» المرتفع 1.72 في المئة، إلى 50.25 ريال، وسهم «الأهلية» المرتفع 0.69 في المئة، إلى 29.30 ريال. وحقق قطاع «البتروكيماويات» ثالث أكبر خسارة في السوق بلغت 8.26 في المئة، بقيادة سهم «سابك» الذي خسر 6.75 في المئة من قيمته؛ ليهبط سعره إلى 96.75 ريال، من تداول 41.6 مليون سهم، قيمتها أربعة بلايين ريال، ونسبتها 22 في المئة، فيما فقد سهم «كيان السعودية» 9.57 في المئة من قيمته؛ ليهبط سعره إلى 15.60 ريال. وتراجع مؤشر قطاع «المصارف» بنسبة 4.77 في المئة؛ لترتفع خسارته في 2011 إلى 13.30 في المئة، وهبوط سهم «سامبا» 8 في المئة، إلى 44.80 ريال، من تداول 2.66 مليون سهم.