لم يجد مربو الماشية وسيلة للتواصل في ما بينهم لمحاربة ظاهرة ارتفاع اسعار الاعلاف والقضاء على الاحتكار الا اللجوء لبرامج التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» والمواقع الالكترونية. فقد أطلق مجموعة من مربي الماشية موقعاً على «فيسبوك» للوقوف على أزمة البرسيم والشعير، والتي ما زالت متفاقمة، على رغم قرار الملك بدعم الاعلاف اخيراً واستيراد كميات كبيرة من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار. وبلغ عدد المنضمين للموقع الجديد 1500 مربٍّ خلال 3 اسابيع، ما دعاهم الى عقد اجتماع لهم اول من امس في الرياض حضره مربون من مناطق المملكة كافة. وأوضح صاحب فكرة انشاء الموقع عبدالكريم العنزي في كلمته ان الفكرة راودته عندما لاحظ «أن الوافدين هم الذين يمارسون البيع والشراء وتخزين الأعلاف، ما ادى الى رفع الاسعار لدرجة أثقلت عاتق المربي، وأدت إلى خروج الكثير من المربين وتخليهم عن ماشيتهم، مع أن بعضهم ليس لهم دخل سوى تربية المواشي». واشار الى ان «معظم هذه العمالة تم استقدامها كرعاة اغنام أو سائقين، لكنهم خالفوا قوانين العمل وقاموا بتكوين مجموعات واتحدوا في ما بينهم لخلق قوة مؤثرة في السوق للاستيلاء على المحاصيل الزراعية بشراء كامل المحصول، فخطرت لي فكرة تكوين قوة مضادة مؤثرة ومضاهية لقوتهم، خصوصاً أننا نمثل الشريحة المستهدفة لهم كمربين ومستهلكين»، واتفق المربون على انشاء مجموعات من أعضاء المنتدى لشراء المحاصيل الزراعية لأغنامهم أو ماشيتهم من المزرعة بشكل مباشر ما يسهم في تقليل تكاليفها بما لا يقل عن 25 في المئة. وأوضح العنزي انه تم الحصول على موافقة إمارة منطقة الرياض لإقامة الاجتماع للأعضاء المشاركين، مشيراً الى انهم يهدفون الى «إنشاء جمعية تعاونية تقوم بخدمة مربي الماشية الحقيقيين، على أن تقوم بتوفير الأعلاف والأدوية البيطرية بسعر منافس لأعضائها، وتثقيف مربي الماشية بالطريقة السليمة لتعليف مواشيهم، ما يسهم في التقليل من اعتماد المربي على الشعير، واستخدام البدائل من أعلاف عضوية أو أعلاف مركبة، والذي سيؤدي إلى التقليل من الأزمات المحتملة للأعلاف وبالذات ازمات الشعير». واضاف: «اعتقد أننا بعد إنشاء الكيان القانوني وتحديد أهدافنا بوضوح تام سنحصل على دعم معنوي ومادي ونظامي من الحكومة بما يسهم في دفع عجلة التقدم لمربي الماشية والثروة الحيوانية». وأضاف العنزي ل«الحياة»: نحن باجتماعنا هذا كمربين، والذي تجاوز عددهم 100 شخص نسعى لتقليل ومنافسة الوافد للوصول إلى المزارع الذي يبيع الأعلاف وكسر الربح الذي يجنيه الوافد، والذي يسهم برفع اسعار الأعلاف واستغلال الأزمة من خلال شراء المحصول بالسوق وتكديسه عنده ومن ثم بيعه بأغلى سعر، وهذا يسبب زيادة عدم الاستقرار بالسوق الحالي للأغنام، والتي تشهد ارتفاعاً بأسعارها». وقال مربي الماشية القادم من منطقة القصيم المهندس إبراهيم السلطان: سيكون هناك اتحاد لمربي الماشية من أجل زيادة ثقافة المربي وضمان عدم عزوف المربين عن تربية ماشيتهم، والتي كانت بسبب زيادة أسعار الشعير، والتي أثقلت كاهلهم، مشيراً الى ان المشكلة الرئيسة هي تخزين الاجانب للاعلاف وتنزيله للأسواق على فترات متقطعة وبكميات قليلة من أجل زيادة هامش الربح».