جددت المرجعية الشيعية في النجف انتقاد الحكومة العراقية. وأكد مقربون من المراجع الأربعة الرئيسين أنهم يمتنعون عن استقبال المسؤولين العراقيين. وقال ممثل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس معلقاً على أزمة الكهرباء إن «المسؤولين في المنطقة الخضراء يتنعمون بساعات تغذية كاملة خلال اليوم ولا انقطاع للكهرباء فيها، ولا يستشعرون بالمعاناة الحقيقية الكبيرة للمواطن العراقي في كل يوم. ولا نبالغ إذا قلنا إن أحد مداخل حلِّ هذه الأزمة هو أن يعيشوا مثل المواطن في معاناته». وعن عقود الكهرباء مع شركات وهمية قال «ذكر البعض أنها شركات غير مؤهلة لإنشاء المشاريع التي تم التعاقد عليها وبعضهم قال إنها شركات وهمية. على كل حال لم يحصل التثبّت من حقيقة هذا الأمر، الذي يهمنا هو أنه على جميع الفرضيات المحتملة في هذه العقود فإن ذلك يدل على مدى استخفاف المسؤولين بمعاناة المواطنين في هذه الأزمة وعدم جديتهم واعتنائهم المطلوب لحلها». وأضاف أن «هذه الأزمة تمس حياة المواطن بصورة أساسية وهي ليست قضية شارع أو جسر أو بناء مدرسة وإن كانت مثل هذه المشاريع مهمة للمواطن العراقي». إلى ذلك، أعلن المراجع الأربعة الرئيسيون في النجف وهم آية الله السيد علي السيستاني ، وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم، وآية الله الشيخ بشير النجفي، وآية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض «عدم استقبالهم أي مسؤول أو عضو برلمان بسبب استشراء الفساد في شكل فاحش وعدم تنفيدهم الوعود التي أطلقوها سابقاً». وقال نجل المرجع بشير النجفي الشيخ علي النجفي ل «الحياة» إن «هناك استياء واضحاً من أداء وعمل الحكومة». وأضاف أن «المسؤولين لا يقبلون أن توجه إليهم الانتقادات. والكثير منهم امتنع عن زيارة مكاتب المراجع لشدة الخطاب الموجه إليه وإذا امتنعت المرجعية عن استقبال المسؤولين أو أصدرت بياناً شديد اللهجة فإن الهدف هو تنبيه المسؤول لحضهم على القيام بمسؤولياتهم». وقال أحد المقربين من مكتب السيستاني الشيخ ماجد الحلفي إن «المراجع الأربعة، اتفقوا على تعليق اللقاءات مع المسؤولين في الحكومة والبرلمان إلى حين الشعور بهمة ملموسة لتوفير الخدمات». وأشار إلى أن «المراجع قرروا فتح أبوابهم فقط للمواطنين الذين ليس لهم علاقة بالقرار الحكومي لعدم التزام المسؤولين بالوعود التي يطلقونها عند لقائهم المراجع». وأكد مصدر مقرب من المراجع أن «لهم موقفاً محدداً في هذا الوقت وهو توفير الخدمات ومحاسبة المفسدين والقضاء على أشكال الفساد». وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه أن «المرجع السيستاني عقد قبل أيام اجتماعاً في منزله لمراجع النجف بعد فضائح الفساد التي استشرت في الوزارات». وأشار المصدر إلى أنهم «قرروا أن يوصدوا أبوابهم أمام المسؤولين وأعضاء البرلمان».