أكد اساتذة الحوزة العلمية في النجف ان المراجع الشيعية ورجال الدين في النجف أبدوا اهتماماً بالغاً هذه الايام بمراقبة الوضع في الشارع الإيراني خلال الانتخابات الرئاسية والتداعيات التي اعقبتها. وقال استاذ الحوزة العلمية الشيخ نور الجوادي ل «الحياة» ان «غالبية مكاتب المرجعية منشغلة هذه الايام بمراقبة أحداث الشارع الإيراني بعد نتائج الانتخابات». وأضاف: «من المعروف ان مراجع النجف الاربعة المعتمدين وهم: آية الله علي السيستاني وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي وآية الله محمد اسحاق الفياض، لا يعتقدون بنظرية ولآية الفقيه التي تشكل عماد نظام الحكم الإيراني لكنهم يرتبطون بصلات روحية اكبر بكثير من تلك النظرية مع الشعب الإيراني». الى ذلك، نفى مصدر مقرب من مكتب المرجع الشيعي آية الله محمد اسحاق الفياض ان تكون المرجعية الدينية والحوزات في النجف منقطعة عن إيران، وقال المصدر ل «الحياة»: «لا يمكن القول ان حوزة النجف منقطعة وليست لها صلة بإيران فهذا قول يعتبر باطلاً». وأضاف ان « مؤسسات إيرانية خيرية ومكاتب المراجع هناك ترسل اموالاً طائلة الى حوزة النجف للمساعدة وتطوير القدرات». وأشار الى ان «هناك مكاتب لمراجع إيرانيين ووكلاء في النجف أبرزهم مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي ويمول آلافاً من طلبة الحوزة العلمية شهرياً بالرواتب والمساعدات». ويقول طلاب في الحوزة العلمية نقلاً عن المرجع الإيراني آية الله حسين علي المنتظري انه «لا يمكن فصل حوزة النجف عن قم فهما حوزة واحدة على رغم جغرافية المكان واختلاف بعض النظريات»، وأن «آية الله السيستاني لديه الكثير من المقلدين في إيران و في كثير من البلدان الاخرى». من جانب آخر، أكد مدير «معهد الزهراء للدراسات الاسلامية» السيد محمود الموسوي ان «قوة حوزة النجف وهيبة رجال الدين ترتبط باستقرار الوضع في إيران». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «النظام السياسي في إيران يقوده رجال الدين الشيعة وإذا اصاب هذا النظام الضعف، فإن لذلك تأثيراً سلبياً على دور رجال الدين ومكانتهم وهيبتهم في العراق»، مشيراً الى ان «العراقيين سيتجهون الى العلمانيين إذا أصاب ضرر أو ضعف الحكومة الاسلامية في إيران وأن فشل الإسلاميين في إدارة إيران سيقود الى فشل آخر للاتجاهات الإسلامية في العراق».