عثرت القوات العراقية السبت على 12 جثة محترقة تعود الى عناصر في الشرطة في ناحية الاسحاقي (90 كلم شمال بغداد) التي استعادت السيطرة عليها اليوم، وفقا لمصدر امني. واكد مصدر طبي في مستشفى مدينة سامراء انه "تم نقل جثث عناصر الشرطة الى المستشفى". ويعاني الجيش العراقي منذ الاسبوع الماضي من هجمات متلاحقة تشنها مجموعات مسلحة عناصر "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ويرى محللون أن القوات الامنية والعسكرية العراقية، التي تعاني ضعف التدريب والمعنويات المتدنية وسط الانقسام المذهبي الحاد، لم تجد حافزا يدفعها لمواجهة الهجوم المباغت الذي يشنه مسلحون متطرفون في مناطق واسعة من البلاد. وانسحب الجنود وعناصر الشرطة من مواقعهم بشكل دراماتيكي في مواجهة هجمات متلاحقة ل"داعش"، ما ادى الى سيطرة مقاتلي التنظيم على كامل محافظة نينوى شمال البلاد، والتقدم في محافظتي صلاح الدين وديالى، ليصبحوا على بعد اقل من 100 كلم من العاصمة بغداد. ويرى خبراء ان هذا التراجع هو نتيجة مشاكل متعددة في الاجهزة الامنية والعسكرية، منها التدريب المحدود والفساد وأجواء الانقسام المذهبي الحاد. ويقول الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انطوني كوردزمان لوكالة "فرانس برس" ان "الجيش الحالي ليس قوة ناضجة"، مضيفا ان اجتثاث البعث تسبب "بمنع العديد من الاشخاص الجيدين من دخول السلك العسكري او ارغامهم على مغادرته او حرمانهم الترقيات". ويرى كوردزمان ان ما زاد الامر سوءا، فشل واشنطنوبغداد في التوصل الى اتفاقية امنية تبقي مدربين عسكريين اميركيين في العراق، قبل انسحاب القوات الاميركية بشكل كامل في العام 2011. ويضيف ان الجيش "درب على عجل، وقليلون من افراده شاركوا في القتال، وكانت هيكليته غير منظمة بشكل جيد، لان الولاياتالمتحدة كانت تخطط للبقاء عامين اضافيين" عندما سحبت قواتها بشكل كامل.