بات التسول في شهر رمضان حرفةً مزدهرةً لمَن لا يرغبون العمل؛ إذ ينشط المتسولون ويتمركزون أمام الإشارات المرورية، وعند أبواب المساجد والأسواق، مدّعين إصابتهم بعاهات اصطناعية وأمراض وهمية؛ ليستدروا عطف القلوب والجيوب؛ حتى باتت مجموعات التسول أشبه بالعصابات التي تتوزع في مواقع معروفة، وتبتكر أساليب جديدة للاحتيال على المحسنين. وفي وقت تنشط فيه نحو ثمانية قطاعات حكومية لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال تتبعهم والقبض عليهم والتحذير من إعطائهم أي أموال أو تبرعات، تؤكد دراسة ميدانية حديثة أعدتها جمعية البر الخيرية في محافظة جدة أن عدد المتسولين غير السعوديين في المملكة يصل إلى 83 في المئة، قُبض على الواحد منهم مرةً على الأقل، ولا تقل مدة إقامتهم في البلاد عن سنة كاملة. وكشفت نتائج الدراسة (حصلت «الحياة» على نسخة منها) التي استخدم فيها المنهج الوصفي، أن غالبية المتسولين يقيمون في مدينة جدة، وتتنوع جنسياتهم بين النيجيرية واليمنية، وغالبيتهم يقيمون في حيي الهنداوية والسبيل، إضافة إلى أن النسبة الأعلى منهم من الذكور، ويبلغ متوسط أعمارهم 11 سنة. من جهة ثانية، اتفق اجتماعيون على أن ظاهرة التسول كشفت الكثير عن شخصيات المتسولين، لافتين إلى أن أبرز أنواعه «المقنع» و«الظاهر» و«العارض»، وقالوا إن التسول الظاهر وهو التسول الصريح المعلن، فيما التسول المُقنع هو التسول المستتر. وأشاروا إلى أن هناك تسولاً موسمياً يمارس في المناسبات الدينية، وفيه يكثر المتسولون أمام أبواب المساجد. المتسوّلون: عاهات مصطنعة وأمراض «كاذبة» تنشط في المواسم الدينية «دراسة»:83 في المئة وافدون... غالبيتهم في الأحياء الشعبية «التسوّل» ... انحراف «أفرزه» الفقر والحرمان والإهمال أنواعه «المقنع» و«الظاهر» و«العارض»