دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة» ، أ ف ب ، رويترز - دعا الناشطون السوريون إلى تظاهرات حاشدة اليوم في جمعة «لن نركع»، في اختبار قوة جديد مع النظام إثر تصعيد الولاياتالمتحدة لهجتها ازاءه وفرضها عقوبات جديدة عليه، وبعد اعلان الجيش انسحاب قواته من حماة وإدلب. واتفق الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، خلال اتصال هاتفي بينهما امس، على ضرورة «الانتقال الى الديموقراطية» و»تكثيف مراقبتهما للوضع واستشاراتها خلال الأيام المقبلة»، ما يعني توافقا أميركيا - تركيا على المهلة التي أعطتها أنقرة للرئيس بشار الأسد. وأكد البيت الأبيض أن أوباما بحث مع أردوغان، وهو أحد أقرب حلفائه الدوليين، في «الوضع في سورية وأمور اقليمية أخرى». وقال ان الجانبين « شددا على الطابع الطارئ للوضع (السوري)، وكررا قلقهما البالغ من استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المدنيين، وقناعتهما بأن مطالب الشعب السوري المشروع لانتقال ديموقراطي يجب أن تتحقق». وشدد بيان البيت الابيض على ضرورة «وضع نهاية فورية لسفك الدماء والعنف ضد الشعب السوري». ويعكس البيان وتأكيد واشنطن على «المراقبة والاستشارة في الأيام المقبلة»، قبولا أميركيا ضمنيا بالمهلة التي أعطتها تركيا للأسد للقيام باصلاحات جديدة، في ظل تقارير اعلامية عن أن واشنطن تستعد لدعوة الأسد الى التنحي هذا الأسبوع. ويعتقد بان مثل هذه الدعوة ترتبط بمصير الاستشارات وتطورات الأيام المقبلة، وخصوصا رد فعل الحكومة السورية على التظاهرات اليوم، وعودة وفد مجلس الأمن من دمشق. ويأتي اتصال أوباما بأردوغان بعد أربعة اتصالات أجراها الرئيس الأميركي مع قيادات أوروبية حول سورية وبهدف الضغط وتكثيف العقوبات على النظام السوري. في غضون ذلك، حذر السفير الأميركي دمشق روبرت فورد من ان سورية ستتعرض لمزيد من العقوبات اذا لم يتوقف العنف. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان فورد ابلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم باحتمال اقرار المزيد من العقوبات على بلاده ما لم يتوقف العنف. وحض الناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع «فيسبوك» إلى التعبئة تحت شعار «نفوس اباة لن تركع للطغاة». واضافوا ان «كل يوم هو يوم جمعة في رمضان». وغداة خروج الجيش من حماة، افاد ناشطون ان قوات الامن اقتحمت بالدبابات مدينتي سراقب بمحافظة ادلب والقصير بمنطقة حمص. وقال الناشطون إن 18 مدنيا على الاقل قتلوا واصيب عشرات آخرون برصاص قوات الامن في القصير التي شهدت تصعيدا عنيفاً امس، فيما سقط ثلاثة قتلى في مدينة دير الزور، شرق البلاد. وقال ناشط من حمص إن قوات الجيش اقتحمت القصير صباح امس و»قامت باطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين». وافاد ان عدد القتلى بلغ 14 قتيلا. واضاف ان عشرات اصيبوا بجروح فيما تم اعتقال مئة شخص. كذلك تم قطع جميع الاتصالات عن المدينة التي هرب العديد من سكانها. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن «حملة اعتقالات امنية كبيرة ما زالت مستمرة»، موضحا ان «تعزيزات امنية شوهدت تتوجه الى الحي». ولاحقاً اعلن المرصد السوري ارتفاع حصيلة القتلى في حيي بابا عمرو والإنشاءات إلى 18 قتيلاً مدنياً، يضاف اليهم اكثر من مئة جريح إصابات بعضهم خطرة. وأضاف المرصد في بيان أن «حي بابا عمرو شهد حركة نزوح باتجاه أحياء أخرى في المدينة بحثاً عن الأمان». اما في سراقب في ريف ادلب، فقال المرصد السوري إن «دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر امنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب»، صباحا. وسمع اطلاق الرصاص «بشكل كثيف» في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام. وافاد ان «الدبابات انتشرت في وسط المدينة»، حيث بدأت «الاجهزة الامنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت اكثر من مئة شخص حتى الآن بينهم 35 طفلا». وتابع المرصد السوري ان «قوات الجيش تقوم بتحطيم ابواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثا عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة». وذكر المرصد السوري إن «ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور واحرقت منازل». كما اكد ان ثلاثة من اهالي حمص توفوا نتيجة التعذيب اثناء اعتقالهم لدى الاجهزة الامنية وقد سلمت جثثهم الى ذويهم يومي الثلاثاء والاربعاء. وافاد ان حصيلة القتلى تحت التعذيب في فروع الاجهزة الامنية خلال الايام السبعة الماضية وصل الى 8 حالات في درعا وحمص ودمشق وريفها. الى ذلك، اعلن المرصد انه تم اعتقال عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان في دمشق. واوضح ان الريحاوي اعتقل عند الثالثة بعد الظهر من مقهى هافانا في دمشق، مضيفا ان «مصيره لا يزال مجهولا حتى الان».