صعدت الولاياتالمتحدة وتركيا اللهجة امس ضد سوريا بحديثهما عن ضرورة "انتقال الى الديموقراطية" في هذا البلد، فيما أوقعت أعمال القمع ما لا يقل عن 16 قتيلا في سوريا. ويبدو الناشطون المطالبون بالحرية مصممين أيضا على مواصلة تحركاتهم بعد خمسة أشهر على بدء الاحتجاج. فقد دعوا على صفحتهم على الفيسبوك الى تظاهرات حاشدة الجمعة تحت شعار "لن نركع" للقمع. ودعا هؤلاء الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" الى التعبئة تحت شعار "لن نركع الا لله.. نفوس أباة لن تركع للطغاة". واضافوا أن "كل يوم هو يوم جمعة في رمضان". واعتقلت السلطات السورية بعد ظهر امس عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان داخل مقهى في دمشق، على ما أعلن رامي عبد الرحمن مدير المرصد في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس. واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا خلال مكالمة هاتفية امس "ايمانهما بضرورة تلبية مطالب الشعب السوري المشروعة بالانتقال الديموقراطي". كما شددا على ضرورة "الوقف الفوري لكافة اشكال سفك الدماء والعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري" وتعهدا "بمتابعة تحركات الحكومة السورية عن كثب والتشاور الوثيق خلال الايام المقبلة". كما أفاد مسؤولون اميركيون أمس الخميس ان واشنطن تدرس دعوة الاسد صراحة الى التنحي، وهي خطوة لم تقدم عليها حتى الآن خلافا لدعواتها المتكررة الى الزعيم الليبي معمر القذافي للتنحي. وقال أحد المسؤولين إن تلك الدعوة ستكون "جزءا من خطوات لزيادة الضغط (على سوريا) نظرا للحملة الوحشية المستمرة التي يشنها الأسد" ضد المحتجين. لكن يبدو ان كل الضغوط الدولية لم تكن مجدية اذ اكد بشار الاسد تصميمه على قمع الحركة الاحتجاجية وان كان اقر بوقوع "اخطاء" منذ اندلاع حركة الاحتجاج منتصف مارس. وغداة خروج الجيش من حماة، افاد ناشطون حقوقيون ان القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح امس مدينتي سراقب بمحافظة ادلب (شمال غرب) والقصير بمنطقة حمص (وسط). واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان استنادا الى ناشط "سقوط 12 شهيدا في القصير بعد انتهاء العمليات العسكرية والامنية في المدينة" واصابة عشرات آخرين بجروح امس برصاص قوات الأمن السورية فضلا عن اعتقل حوالي مئة شخص. وقال ناشط من حمص ان القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير صباح امس "قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين". كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن "ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور واحرقت منازل". واوضح المرصد استنادا الى ناشط في مدينة دير الزور ان "عناصر من الشبيحة والامن قاموا باحراق محلات تجارية في الشارع العام بعضها يعود لنشطاء متوارين عن الانظار" مؤكدا "سماع اصوات الرشاشات الثقيلة في حي العمال". واشار المرصد ايضا الى سقوط قتيل في مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية خلال حملة اعتقالات في المدينة والقرى المجاورة لها. ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنيا على الاقل في سوريا الاربعاء بينهم 18 في مدينة حمص بوسط البلاد بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وادلب. وفي حمص، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن "اطلاق رصاص كثيفا سمع أمس في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة". وتحدث عن "حملة اعتقالات أمنية كبيرة ما زالت مستمرة"، موضحا ان "تعزيزات امنية شوهدت تتوجه الى الحي". وفي محافظة ادلب، قال رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "المئات من اهالي مدينة سراقب خرجوا بتظاهرة مساء أمس رغم التواجد الامني الكثيف فبادرت قوات الامن الى اطلاق الرصاص الحي عليهم" مشيرا الى "جرح خمسة منهم على الاقل". كما افاد ان "الاجهزة الامنية اعتقلت خلال حملتها صباح امس اكثر من مئة شخص حصل المرصد على اسماء 76 منهم"، مضيفا ان "الدبابات والمدرعات العسكرية انسحبت مساء اليوم (امس) من المدينة وتمركزت على مداخلها". وافاد صحافي في وكالة الاناضول التركية شارك في زيارة لحماة نظمتها السلطات ان الصمت كان يخيم امس على المدينة التي بقيت متاجرها مغلقة فيما الشوارع شبه المقفرة تشهد على اعمال العنف حيث تظهر فيها سيارات متفحمة وواجهات تحمل اثار الرصاص. ولا تعترف السلطات السورية بحجم الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 15 مارس وتبرر اللجوء الى القوة بمطاردة "مجموعات ارهابية مسلحة" تزرع الفوضى وتهاجم المدنيين على حد قولها. وسعيا لتكثيف الضغط على نظام الاسد يدعو الغربيون الى اجتماع جديد الأسبوع المقبل مع مسؤولين في الاممالمتحدة مكلفين حقوق الانسان، مطالبين مجلس الامن باتخاذ "اجراءات اضافية" ضد نظام الاسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله. ولكن من غير المتوقع أن تلقى الدعوة الغربية آذانا صاغية لدى روسيا التي تدعو إلى "الحوار والاصلاحات" رغم دعوتها سوريا الى وقف القمع.