استوكهولم، البريقة، الرباط - أ ف ب، رويترز - اقتحمت شرطة السويد السفارة الليبية في استوكهولم أمس بعدما سيطرت مجموعة صغيرة من المحتجين المعارضين للزعيم الليبي معمر القذافي على المبنى في وقت سابق. وكان متحدث باسم الشرطة لينارت لوفغريت قال في وقت سابق إن خمسة أو ستة أشخاص احتلوا مبنى السفارة حوالى صباح الخميس، ورفع المحتجون علم المعارضة الليبية فوق المبنى وقاموا بطلاء باب المبنى أيضاً بألوان العلم. وأوضح أن أحد محتلي السفارة أراد على ما يبدو أن يلقي بنفسه من نافذة بينما كان أربعة أو خمسة أشخاص يقفون في الخارج. وأضاف أن «عدداً من الرجال اقتحموا السفارة في غياب بعض من أعضائها الديبلوماسيين». ولا تقيم السويد علاقات ديبلوماسية مع نظام معمر القذافي. وقال الناطق: «يبدو أنها تظاهرة وهناك أربعة أو خمسة أشخاص خارج البعثة يرفعون علماً». ورفعت لافتة فوق المبنى كتب المحتجون عليها باللغة الإنكليزية عبارة «سنقتل أنفسنا إذا حاولتم الدخول». وذكر حلمي الناضوري، وهو يعمل في منظمة ليبية في السويد، أن محتجين اتصلا به. وأضاف الناضوري الذي كان يقف خارج المبنى أن كل المحتجين طالبو لجوء رفضت طلباتهم للبقاء في السويد. وكان ستة ناشطين معارضين للقذافي اعتقلوا في نهاية نيسان (أبريل) ثم أفرج عنهم بعد دخولهم الى السفارة الليبية على اثر تظاهرة ضد القذافي. في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات على جبهة البريقة النفطية في شرق ليبيا بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار الذين أعلنوا أنهم على وشك السيطرة على البريقة الساحلية فيما قد يكون خطوة حاسمة باتجاه إجبار الزعيم الليبي على الرحيل. وأطلق الجانبان قذائف الهاون والصواريخ بينما تصاعدت أعمدة الدخان جراء سقوط القذائف على الكثبان الرملية بمحاذاة الساحل. وتقع جبهة البريقة على مسافة نحو 240 كيلومتراً جنوب غربي معقل الثوار الرئيسي في بنغازي، بينما يسيطر الثوار أيضاً على مصراتة على بعد 200 كلم غرب طرابلس وعلى جبل نفوسة جنوب غربي العاصمة. وقال فرج مفتاح، قائد الثوار في خط جبهة البريقة: «نحن نتقدم على مهل»، في حين كانت التحركات العسكرية للثوار في خط الجبهة محدودة لا سيما وأن غالبيتهم يصومون شهر رمضان في ظل درجات حرارة مرتفعة وظروف بالغة الصعوبة. وقال مفتاح إن رجاله تسللوا إلى داخل البلدة بالفعل لفترة قصيرة وإنه يأمل أن يدخلها بكامل قوته غداً أو بعد غد. وتساعد طائرات حلف شمال الأطلسي في مهاجمة قوات القذافي حول البريقة في شكل شبه يومي، فيما أشار مفتاح الى أن التقدم يجب أن يتم بالتنسيق مع الحلف. وعقب سيطرة المعارضة على البلدة سيكون عليها أن تواصل الزحف غرباً، حيث يقع الميناء النفطي على بعد 15 كيلومتراً إلى الغرب من البلدة. وقال مفتاح إنه من الضروري أن تعزز المعارضة وجود قواتها ثم تجمعها لتزحف إلى مصراتة الساحلية التي تسيطر عليها المعارضة في الغرب. وبالقرب من بلدة أجدابيا (شرق) التي تسيطر عليها المعارضة قال القائد الميداني للمعارضة فوزي بوقطيف إن قوات القذافي لن يكون لها مكان تتمركز فيه بعد أن تحتل المعارضة بلدة البريقة، وسيكون من السهل تطهير منطقة أنابيب النفط التي تمر بوسط البلاد حيث تتوزع حقول النفط بين الشرق والغرب. وقال بوقطيف إنه يتمنى أن يستأنف إنتاج النفط بسرعة عقب تأمين المنطقة، وقال إن الأمر لا يحتاج إلا إلى مختصين ليقدروا الاحتياجات المطلوبة. وبدت المعنويات بين قوات المعارضة عالية، وقال بوقطيف إنهم يتقدمون في شكل منهجي محاولين تفادي سقوط ضحايا كثيرين في صفوفهم، وأكد أن قوات المعارضة تحاصر البلدة وتستخدم المدفعية في إخلائها، معتبراً أنه لا جدوى لاقتحام المدينة والاستيلاء عليها تماماً مع تحمل خسائر كبيرة. وأقامت قوات القذافي في جبهة البريقة خطوطاً دفاعية بالغة التحصين لوقف تقدم الثوار، وقد زرعت على امتداد هذا الخط مئات الألغام المضادة للدبابات وللأفراد وحفرت أيضاً الكثير من الحفر التي ملأتها بمواد سريعة الاشتعال. وبحسب مسؤولين في صفوف الثوار فان قوات القذافي استخدمت أقنية وحولتها الى شبكة واسعة جداً من الأنفاق التي حفرتها تحت الأرض لإخفاء دباباتها وآلياتها العسكرية. ويقول هؤلاء إن قوات القذافي تخرج الدبابات من هذه الأنفاق لفترة قصيرة فتقصف مواقع الثوار ثم تعيدها الى داخل الأنفاق ما يحول دون تعرضها لصواريخ طائرات حلف شمال الأطلسي. وتمثل البريقة إحدى ثلاث جبهات رئيسية في النزاع الليبي، والجبهتان الأخريان هما مصراتة وجبل نفوسة في الغرب. وتضم البريقة منشآت نفطية بينها مصاف لتكرير النفط وميناء لتصديره فضلاً عن مناطقها السكنية. الى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس أن الكيانين الليبيين الجديدين اللذين أضافهما إلى قائمة العقوبات هما «شركة الشرارة للخدمات النفطية» و «جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية» الليبي. وكان الاتحاد أعلن الأربعاء إنه اضاف كيانين ليبيين جديدين إلى قائمة عقوباته لكنه لم يسمهما. ويتضمن القرار الذي وافقت عليه الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تجميد أصول الكيانين ومنع شركات الاتحاد من التعامل معهما. وقال الاتحاد الأوروبي إن «جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية» سهل آلاف مشروعات البنية التحتية ذات التمويل الحكومي وإنه مصدر تمويل محتمل لحكومة القذافي. وذكرت مصادر ملاحية نفطية إن قرار إضافة «شركة الشرارة» التي تعمل في توزيع النفط والغاز، إلى قائمة العقوبات يهدف إلى تقييد تسليمات النفط إلى مناطق في ليبيا لا تزال تحت سيطرة القذافي الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من 40 عاماً. ويرفع قرار الاتحاد الأوروبي عدد الكيانات الليبية الخاضعة للعقوبات الأوروبية إلى 49. وفرض الاتحاد في وقت سابق حظراً على سفر 39 شخصاً وجمد أصولهم إضافة إلى عقوبات استهدفت سلطات ستة موانئ. ويسعى الاتحاد الأوروبي لعزل القذافي الذي ما زال متشبثاً بالسلطة في ليبيا على رغم عمليات المعارضة المسلحة المدعومة من حلف شمال الأطلسي المستمرة منذ ستة أشهر. إلى ذلك حذرت السلطات الليبية المواطنين من استخدام هواتف «الثريا» المحمولة المتصلة بالأقمار الاصطناعية من دون تصريح واعتبارهم جواسيس يعملون لمصلحة حلف شمال الأطلسي. وذكرت «وكالة الجماهيرية للأنباء» الرسمية «أن من يستخدم هواتف الثريا من دون تصريح سيتهم بالتعاون مع العدو وقد يواجه عقوبة الإعدام». وأضافت أن «أي مواطن يملك جهازاً من نوع الثريا لا بد أن يحمل معه ترخيصاً باستخدامه وفقاً للقوانين واللوائح المرعية. ومن يخالف ذلك سيعاقب وفقاً للقانون الذي يجرم التخابر مع العدو أثناء الحرب والذي قد تصل عقوبته إلى حد الإعدام». وبررت الوكالة هذا الإجراء ب «قيام جواسيس من الخونة عملاء حلف الناتو (الأطلسي) الصليبي بإبلاغ هذا الحلف بإحداثيات بعض المواقع من طريق جهاز هواتف الثريا ليقوم الصليبيون بقصفها ما أدى إلى سقوط عدد كبير من المدنيين». ويقع مقر شركة الثريا للاتصالات الفضائية في إمارة أبو ظبي التي تقول ليبيا إنها وقطر تساعدان في تمويل حركة المعارضة التي تسعى للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وتستخدم وسائل الإعلام الأجنبية أجهزة هواتف الثريا على نطاق واسع في الحالات التي تكون فيها الاتصالات العادية معرضة للتعطيل وسيطرة الدولة. وشركة «اتصالات» الإماراتية من كبار المساهمين في شركة الثريا.