اعلن السفير الكويتي علي المؤمن انه سيعود إلى مزاولة عمله في بغداد، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، مؤكداً أن الانتشار العسكري في جزيرة بوبيان إجراء احترازي لحماية مشروع ميناء مبارك. وكانت قوات كويتية تمركزت أمس في جزيرة بوبيان التي يتم تشييد ميناء مبارك على سواحلها. ونقلت جريدة «الوطن الكويتية» عن مصدر حكومي قوله إن «وزارة الدفاع اتخذت احتياطات أمنية في الميناء «، مشيراً إلى «وجود قوة عسكرية في الجزيرة من الشرطة العسكرية «منظومة آمون» الدفاعية وسرية الاستخبارات وسرية الدفاع الجوي وسرية من اللواء 35 وسرية من اللواء السادس والقوة البحرية». وأكد أن «القوة لم ترصد أي تجاوز أو اختراق أمني للميناء وما حوله». وقال السفير المؤمن في اتصال مع «الحياة» من مقر إقامته في الكويت أن الوجود العسكري في جزيرة بوبيان يفترض أن «لا يستفز أحداً». وأضاف أن «الوجود الأمني في تلك الجزيرة أمر طبيعي، لاسيما أن الكويت تملك موقعاً عسكرياً فيها وانتشار الجيش فيه أمر طبيعي كما هي الحال بالنسبة إلى الوجود العراقي في الأجزاء المطلة على الكويت». وزاد: «أن وجود رجال الأمن والجيش في جزيرة بوبيان قد يشكل مصدر قلق للجهات التي تحاول استهداف المشروع بمعنى آخر انه إجراء احترازي». وكانت مجموعة شيعية مسلحة تطلق على نفسها اسم «كتائب حزب الله» هددت باستهداف الميناء الذي ترى أطراف عراقية انه يؤثر في حرية الملاحة قرب الموانئ العراقية. وأعلنت الكتائب في بيان أن صواريخ ارض - ارض تم نصبها في محافظة البصرة لقصف مواقع في الكويت. ورأت أطراف سياسية عراقية الحشد العسكري الكويتي في بوبيان رسالة تفيد بأن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود. وقالت النائب عن «كتلة العراقية البيضاء» عالية نصيف في بيان امس أن «الاستنفار الأمني والعسكري الذي أعلنته الكويت في جزيرة بوبيان خطوة تعكس سوء النوايا الكويتية تجاه العراق». وكان الطرفان اتفقا على زيارة وفد فني عراقي الكويت لدراسة تأثير الميناء في الملاحة العراقية. وعلق السفير المؤمن على زيارة الوفد بالقول أن «الأمور تسير بالاتجاه الصحيح ومن حق الجانبين التأكد من عدم الإضرار بمصالحهما. من حق العراق دراسة كل جوانب المشروع ومعرفة ما إذا كان سيلحق أي ضرر بمصالحه الاقتصادية». وأشار إلى أن «الكويت بعثت اكثر من رسالة تطمئن فيها حكومة العراق إلى أن المشروع يصب في مصلحة البلدين ولا داعي للقلق». وتابع أن «الوفد الفني الذي سيزور الكويت سيطلع بنفسه على مراحل تنفيذ المشروع وستتضح الصورة حينذاك للجميع». إلى ذلك علمت «الحياة» من مصدر في رئاسة الوزراء أن الوفد الذي أوعز رئيس الحكومة بتشكيله لمتابعة القضية، سيتوجه إلى الكويت بعد غد للوقوف على تفاصيل بناء المشروع. وأضاف المصدر أن «الوفد برئاسة كبير مستشاري الحكومة ثامر الغضبان وسيزور موقع ميناء مبارك لتحديد الأبعاد الحقيقية للمشروع والأرصفة التي ستدخل في تصميمه». ودعا النائب عن «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري علي محسن التميمي الكتل السياسية إلى التعامل مع الكويت وفقاً لمصلحة البلد العليا وليس لمصالحها الخاصة. وشدد «على ضرورة أن تتعامل هذه الكتل مع ملف ميناء مبارك بجدية اكبر من خلال استثمار علاقاتها الشخصية مع الكويت لوقف العمل بهذا الميناء الذي سيتسبب بقتل الاقتصاد العراقي».