رغم تشديد وزارة الشؤون الإسلامية بعدم قراءة القرآن من الجوال، إلا أن هناك أئمة مساجد وجدوا في الجوالات المحمولة سهولة ويسراً أثناء إمامتهم بالمصلين في صلاة التراويح، فاستبدلوها عوضاً عن المصاحف. وذكر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في تصاريح إعلامية سابقة أن قراءة القرآن من جهاز الجوال أو من اللوحات الإلكترونية من جانب بعض الأئمة، عمل لا ينبغي، ومن يقوم بذلك سيتم اتخاذ اللازم حياله، أما القراءة عن طريق المصحف فهناك علماء أجازوها ولكن بضوابط معينة. قراءة القرآن من المصحف هي الأخرى ليست محببة لدى بعض الشرعيين بحجة أنها تلهي وتكثر الحركة، وربما تفقد الطمأنينة إلا أنهم ترخصوا فيها لمن يعاني ضعفاً في حفظ القرآن، إلا أن الترخص بقراءة المصحف في صلاة التراويح والتحفظ على الجوال تبدو غير مبررة لدى بعض المتابعين. هناك من تحفظ على قراءة القرآن من خلال الجوال بحجة أنه يخلط في محتوياته بين القرآن وبعض الصور والخلفيات وبعض المناظر، إضافة إلى أن القرآن الموجود بجهاز الجوال قد يختلط بآيات تمت دبلجتها أو كتبت بشكل غير صحيح وهذا خلل يحدث بشكل كبير. أما الشيخ الراحل عبدالله بن جبرين فطالب «الأئمة أن يجتهدوا في حفظ القرآن حتى يتمكنوا من القراءة في الصلوات الجهرية مما يريدونه، ولا يضطرون إلى القراءة في المصحف، إذ إنها تشغل المصلي عن الطمأنينة، بحيث أنه يحتاج إلى إمساك المصحف بيديه أو بإحداهما، ثم إلى تقليب الأوراق، ورُخص في القراءة في المصحف في التراويح لأنها نافلة فيُتسامح فيها». محمد الحناكي يحبذ أن يصلي خلف إمام يقرأ القرآن من حفظه من دون الاستعانة بمصحف أو جوال، بحجة أن خشوع الإمام في الصلاة وهو يقرأ من حفظه ملموس، في حين أن قراءة القرآن من الجوال تبدو مشغلة. لكن زميله إبراهيم العجاجي يرى خلاف ذلك إذ يود أن يصلي خلف إمام يقرأ من مصحف أو جوال بشكل مسترسل من دون أخطاء، أفضل من إمام يقرأ من حفظه ولا تخلو كل ركعة من عدة أخطاء في الحفظ.