التقنية مجددا تدخل إلى صلاة التراويح، عبر استعانة بعض الأئمة بقراءة القرآن من الجهاز الجوال ، وقد كان وزير الشؤون الإسلامية أصدر قرارا يمنع ذلك، وقال: إن قراءة القرآن من جهاز الجوال أو من اللوحات الإلكترونية من قبل بعض الأئمة عمل لا ينبغي، ومن يقوم بذلك فسوف يتم اتخاذ اللازم حيال ذلك أما القراءة عن طريق المصحف فهناك علماء أجازوا القراءة من المصحف بضوابط معينة. ليس مصحفا وحول آراء الفقهاء في ذلك التصرف يرى الدكتور علي بن حمزة العمري رئيس جامعة مكةالمكرمة المفتوحة وأستاذ الفقه الإسلامي أن أالجوال ليس مصحفا ولا يدخل في حكم المصحف»، مشيرا إلى جواز الدخول بهذا الجهاز إلى دورة المياه وكذا حمل الحائض له مما يجعل حكمه مختلفا عن حكم المصحف. وبين بأن جهاز الجوال يعد في أساسه وسيلة لتذكر الآيات والنظر إذا احتاج الإمام إليه واضطر لحمله فيحمله من باب التذكر فقط، موضحا أن المنصوص عليه في الفقه هو حمل المصحف في الصلاة حيث أن له خصوصية ليست موجودة في غيره». حكمه الكراهة وأشار د. العمري إلى أن بعض الفقهاء كرهوا حمل المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة لاحتياج حمله إلى نوع من الحركة، مبينا أن حمل جهاز الجوال يحتاج إلى نفس الآلية من حركة المصلي وهذا ما يوقع حمله في حكم المكروه». وأضاف: «كون جهاز الجوال آلة إلكترونية فيتطلب بالتالي حركة كثيرة تنافي المقصد من الصلاة وهذا الأمر يرتبط بحمل جهاز الجوال»، مؤكدا أن الإمام لو كان حافظا فهو خير له في ذلك، وإن اضطر لحمل جهاز الجوال والقراءة منه فلا حرج، أما إذا كان هذا الفعل ديدنه دائما فقد يصل الحكم الشرعي إلى الكراهة. وبين أن الفقهاء يرون بعمومهم أنه ينبغي للجماعة أن يقدموا للإمامة في الصلاة أقرأهم لكتاب الله تعالى وهم إن فعلوا ذلك استغنى الإمام عن الحركة في حمل المصحف أو غيره ونحو ذلك في الصلاة. لا شيء عليه من جهته أوضح الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي أستاذ الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن حمل جهاز الجوال والقراءة منه أثناء الصلاة جائز شرعا. وبين بأن «الأولى أن يقرأ الإمام القرآن الكريم من المصحف أثناء الصلاة»، مشيرا إلى أنه «لاشيء عليه إن قرأ آيات القرآن من جهاز الجوال». وقال: «لا مانع من الاستعانة بالمصحف أو الجوال في القراءة في الصلاة»، مشيرا إلى جواز الاستعانة بالجوال ولا تبطل صلاته سواء كان يحفظ القرآن أم لا». شرط الحركة الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي الخبير في الموسوعة الفقهية وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت أشار إلى أن كثيرا من الفقهاء يقولون تبطل الصلاة إذا قرأ المصلي من المصحف في صلاته إماما كان أو منفردا أو مقتديا، وبعضهم أجاز ذلك في النوافل، وبعضهم أجازه في الفروض أيضا مع الكراهة، بشرط أن لا يكثر الحركة. لا تجوز من جهته يرى الدكتور عبد الحي يوسف رئيس قسم الثقافة الإسلامية وعضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم بالسودان بأنه «لا تجوز القراءة من جهاز الهاتف الجوال في النافلة وفي الفرض من باب أولى لما يستلزمه ذلك من كثرة الحركة والضغط على الأزرار؛ مما يخرج الصلاة عن حدها وخشوعها»، مشيرا إلى أن «القراءة من المصحف لا تجوز في صلاة الفريضة، وإنما تجوز في النافلة كما نص عليه أهل العلم». وكان الإمام الشافعي قال في حكم قراءة القرآن الكريم أثناء الصلاة من المصحف أنها «لا تبطل الصلاة»، مشيرا إلى أن هذا مذهبه ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد، وفي مقابل ذلك يرى الإمام أبوحنيفة: بأن الصلاة تبطل في حال تمت القراءة من المصحف. يشار إلى أنه قبل سنتين تكرر الجدل بسبب قيام أحد أئمة التراويح بقراءة القرآن من جهاز الجوال الخاص به بعد أن قام بتحميله عليه، الأمر الذي أثار حفيظة المصلين وطالبوا بفصله.