ساعدت تطورات الأيام الأخيرة والضغط الإقليمي المتزايد على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في إعطاء زخم للاستراتيجية الأميركية والهادفة اليوم إلى «عزل» الحكومة السورية وأذرعها الأمنية. وكثفت واشنطن اتصالاتها بأطراف أوروبيين أجراها الرئيس باراك أوباما ومع تركيا والتي تبقى لاعباً محورياً في إيجاد مخرج للأزمة. وعكس الحركة الديبلوماسية الأميركية المكثفة اتصالات أوباما بكل من الرئيس الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ليل الاثنين - الثلاثاء والبحث معهما وفق بيان البيت الأبيض بالوضع في سورية والتي تأتي بعد يومين من محادثات مماثلة أجراها الرئيس الأميركي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. ودان الزعماء الثلاثة «العنف العشوائي المستمر ضد الشعب السوري» و «اتفقوا على البحث بخطوات إضافية للضغط على الحكومة السورية ودعم طموحات الشعب السوري». وتقع هذه الخطوات ضمن السعي مع الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات تستهدف قطاع الطاقة والنفط في سورية، وحيث للشركات الأوروبية استثمارات، كما تستثمر شركة كندية في هذا القطاع. ويرى الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد شانكر، أن الهدف الحالي هو «زيادة الضغط على النظام» وبالتالي «التكلفة الاقتصادية على الدائرة التجارية المحيطة به». وشكلت العقوبات جزءاً مهماً من زيارة المسؤول في الخارجية عن الملف السوري فريديرك هوف إلى تركيا، وحيث حمل وفق مصادر ديبلوماسية غربية، رسالة تتضمن «إجراءات محددة لتضييق الخناق الاقتصادي على النظام في حال لم يتحرك سريعاً» لتلبية إصلاحات عاجلة. غير أن استراتيجية النظام، لا تعكس وفق شانكر نية بالمضي في خيار الإصلاحات، ومع التصعيد في التحرك أمنياً وعلى أكثر من جبهة. ويتوقع شانكر مرحلة «أكثر دموية» في الأشهر المقبلة في سورية، وضعوطاً اقتصادية متزايدة تمهيداً لضعضعة أسس النظام وشبكة دعمه الداخلية والخارجية. ويقول شانكر ان «ليس هناك ورقة واحدة حاسمة» اليوم في يد المجتمع الدولي، إنما هناك «مجموعة أوراق» لعزل النظام. ويعوّل شانكر على حدوث انقسامات داخل الجيش السوري وخصوصاً في «الألوية التابعة للأسد» والتي يستخدمها اليوم في استراتيجيته الأمنية. ويقول الخبير والذي كان مسؤولاً سابقاً في وزارة الدفاع إن «الإنهاك سيصيب قوات النظام عاجلاً أم آجلاً خصوصاً أن الحركة الاحتجاجية يجرى حبسها في مكان فتنطلق في مكان آخر». من هنا يرى شانكر أن عامل الوقت لا يعمل لمصلحة النظام، خصوصاً مع تنامي الضغط الإقليمي والدولي، وإعطاء المتظاهرين زخماً للاستمرار و «كون هذه المسيرة لن يعيدوها ثانية».