نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أن معظم قتلى تحطم مروحية أميركية شرقي أفغانستان فجر السبت هم أعضاء في الفريق السادس بالقوات البحرية الخاصة، وهي الوحدة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار الماضي في باكستان، ولكن لم يكن أحد منهم ضمن الفريق الذي أغار على بن لادن. وقال مسؤولون في بادئ الأمر إن 31 جنديا أميركيا قتلوا في الحادث، ولكن وزارة الدفاع الأميركية عدلت الرقم إلى 30 جنديا أميركيا وسبعة أفغان ومترجم لم تعرف جنسيته بعد، وقالت إن سبب تحطم الطائرة لا يزال قيد البحث. ورجح مسؤول أميركي إسقاط الطائرة. وكانت حركة طالبان قد أعلنت على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن إسقاط المروحية، وهي من طراز تشينوك بصاروخ آر.بي.جي عندما كانت تشارك في غارة على منزل تجمّع فيه مقاتلو الحركة في ولاية وردك التي تبعد 97 كلم جنوب غرب العاصمة كابل في وقت مبكر من صباح السبت. وقال مجاهد إن ثمانية من مقاتلي الحركة الذين كانوا داخل المنزل قتلوا في الغارة، وإن المقاتلين تصدوا للنيران وأسقطوا المروحية بصاروخ آر.بي.جي"، مما أدى إلى تناثر أجزائها في موقع الاشتباك. وقال مسؤول بولاية وردك إن المروحية سقطت بعدما شنت قوات مشتركة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والجيش الأفغاني غارات على مسلحين بمقاطعة سيد آباد في الولاية، مما أدى -وفق المتحدث- إلى مقتل ثمانية من المسلحين. قيد التحقيق وقال متحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) إنه تجري حاليا عمليات انتشال للجثث، لافتا إلى أن القوات الدولية تجري تحقيقا في ملابسات الحادث. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية ظاهر عزمي إن الحادث قيد التحقيق في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن المروحية تخص القوات الدولية وهي ستقدم التفاصيل بشأن التحطم وسببه. وأضاف أن الأفغان الذين قتلوا ينتمون للقوات الخاصة أيضا. وكان الرئيس حامد كرزاي قد أبدي في بيان صدر عن مكتبه أمس السبت خالص أسفه وحزنه للرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلات الضحايا الأميركيين والأفغان. وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في بيان إن الولاياتالمتحدة ستبقى على النهج حتى تكمل المهمة في أفغانستان. وبحادث تحطم المروحية يرتفع عدد قتلى القوات الأجنبية بأفغانستان هذا العام وحده حتى الآن إلى 374 جنديا، أكثر من ثلثيهم أميركيون طبقا لوكالة رويترز. ويُعد سقوط هذا العدد من القتلى أفدح خسارة بشرية في حادث واحد يمنى بها التحالف الدولي الذي يقاتل حركة طالبان منذ نهاية العام 2001. ويفوق عدد ضحايا حادث أمس كثيرا ما أسفرت عنه أسوأ خسارة يتكبدها الحلف في يوم واحد بأفغانستان منذ بداية الحرب هناك، عندما لقي 17 جنديا من سلاح البحرية الأميركي حتفهم في سقوط مروحية بولاية كونر الشرقية يوم 28 يونيو/حزيران 2005. وجاء العدد المرتفع للضحايا بعد أسبوعين فقط من بدء عملية تدريجية لتسليم المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية إلى القوات والشرطة الأفغانيين وفي وقت يتزايد فيه القلق إزاء الحرب المكلفة التي لا تحظى بشعبية بشكل متزايد.