واشنطن، لندن – رويترز، يو بي أي، أ ف ب - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ليل الثلثاء - الأربعاء ان الجميع يريد «تطبيق استراتيجية فاعلة لخروج القوات الأميركية من أفغانستان تلحظ اضطلاع السلطات الأفغانية بمزيد من المسؤوليات». وأضاف بعد محادثات اجراها مع رئيس الوزراء الهولندي جان بيتر بالكينندي تركزت على الوضع الحالي في افغانستان والاقتصاد العالمي وتغير المناخ: «يجب ان يضطلع الجيش والشرطة والمحاكم والحكومة في افغانستان بمزيد من المسؤولية في ضمان الأمن، ونعتقد بأن تنظيم انتخابات ناجحة في آب (اغسطس) المقبل، ومواصلتنا تطبيق النهج التدريبي لقوات الأمن الأفغانية الى جانب اعتمادنا نهجاً أكثر فعالية للتنمية الاقتصادية في البلاد، فسنستطيع الانتقال إلى مرحلة مختلفة». ويشارك حوالى اربعة آلاف جندي اميركي من قوات مشاة البحرية (المارينز) ومئات من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) والجنود الأفغان منذ الثاني من الشهر الجاري في عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي حركة «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب). وكرر أوباما بأن أفغانستان «ليست قضية أميركية فقط، بل قضية عالمية، خصوصاً ان خطر شن هجوم إرهابي في أوروبا يعتبر ذاته في الولاياتالمتحدة». وأضاف: «إذا نظرتم إلى الطريقة التي عمل بها تنظيم القاعدة، نرى أنه ينظر إلى الغرب كمجموعة متشابهة من البلدان، وسيستغل أي نقاط ضعف تظهر فيها». وأيد بالكينندي كلام أوباما مؤكداً ان مقاربة الجمع بين الدفاع والدبلوماسية والتنمية هي الأكثر فعالية. وفي لندن، اعيدت جثامين ثمانية جنود بريطانيين قتلوا في افغانستان خلال فترة 24 ساعة فقط في ولاية هلمند جنوبافغانستان الأسبوع الماضي، الى قاعدة لينيهام الجوية (جنوب غرب)، حيث اقيم حفل تكريمي لهم. وتجمع أقارب الرجال الثمانية، وبينهم ثلاثة في ال 18 من العمر فقط، لاستقبال النعوش التي لفت بالعلم البريطاني، وآلاف الأشخاص الآخرين على الأرصفة بينهم عدد كبير من العسكريين، لإلقاء نظرة الوداع على الجنود لدى مرور موكبهم في مدينة وتون باسيت المجاورة. ويعتبر مقتل هؤلاء الجنود الثمانية خلال 24 ساعة اكبر خسارة للقوات البريطانية منذ انتشارها في افغانستان نهاية عام 2001، علماً ان عدد قتلاها العسكريين بلغ 184 منذ اطاحة نظام «طالبان». وقال رئيس اركان سلاح البر البريطاني الجنرال ريتشارد دانات إن «عائلات الضحايا يمكن ان تتعزى بكون هؤلاء الجنود قتلوا وهم يعملون كي لا تصبح افغانستان قاعدة لشن هجمات ارهابية على بريطانيا». وأضاف: «الأمر المهم جداً، ليس فقط في افغانستان او في منطقتها، بل ايضاً لأمن الغرب عموماً والمملكة المتحدة. يجب ان نصل الى تحقيق الأمن وسنحقق ذلك». وقتل، بحسب موقع «اي كاجوالتيز» الإلكتروني المستقل، 43 جندياً اجنبياً على الأقل، اي بمعدل ثلاثة يومياً منذ مطلع تموز، ما يعني ان 15 يوماً فقط كفت لتسجيل رقم قياسي على صعيد عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا خلال شهر، بعدما كان 46 قتيلاً في حزيران (يونيو) وآب (اغسطس) 2008.