اتهمت الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية مساء أول من أمس، بتكثيف هجماتها ضد المدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين مع دولة جنوب السودان وبقصف مدارس ومستشفيات عمداً. وصرحت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باورز بأن بلادها تدين «بأشد العبارات» القصف البري والجوي السوداني الذي يستهدف المدنيين وسجل زيادة ملحوظة منذ نيسان (أبريل) الماضي. وأضافت أن «ازدياد أعمال العنف في جنوب كردفان والنيل الأزرق أدى إلى تهجير أو تضرر حوالى 1,2 مليون شخص». وأضافت أن «هذا الأمر جعل السكان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وسوء التغذية، كما عطل الدورة الزراعية ما سيفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في هذه المناطق». وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس، عن قلقه على مصير السودانية مريم اسحق، التي حُكم عليها في الخرطوم بالجلد 100 جلدة بتهمة الزنا لزواجها من مسيحي وبالإعدام بتهمة الردة. وقال كيري في بيان إن «السودان يسلك منذ أمد بعيد طريقاً متعرجاً، ومنذ كنت سناتوراً سافرت مراراً إلى المنطقة في محاولة لفهمها بشكل أفضل. وبصفتي وزيراً للخارجية ما زلت ملتزماً لأجل هذا البلد وشعبه. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا قلقين من الأحكام التي صدرت بحق مريم يحيى إبراهيم اسحق». وأضاف أن «مريم اسحق أم لطفلين. يجب أن تتمكن أن تكون مع طفليها في منزلهم مع أسرتهم بدلاً من أن تكون مسجونة بتهمة الردة». وتابع الوزير الأميركي: «أدعو الحكومة والقضاء السودانيين إلى احترام الحق الأساسي للسيدة اسحق في الحرية وفي ممارسة ديانتها». وطالب كيري السلطات السودانية بإلغاء القوانين التي تتعارض مع كل من الدستور الموقت الذي أُقرّ في عام 2005 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وحُكم على مريم المولودة لأب مسلم وأم مسيحية، في 15 أيار (مايو) الماضي، بالإعدام وفقاً للشريعة، لكن الشابة (27 سنة) نفت أمام المحكمة أن تكون مسلمة اعتنقت المسيحية، مؤكدةً أنها مسيحية أساساً. وأعلنت منظمة العفو الدولية أن مريم اسحق نشأت على دين والدتها المسيحية الأرثودكسية لأن والدها كان غائباً عنها في طفولتها.