لا يبدي سكان المنطقة الشرقية تفاؤلاً بصيف «لطيف» هذا العام، فالمؤشرات التي برزت خلال اليومين الماضيين لا توحي بشيء من ذلك. إذ لم يكد تمضي 24 ساعة على انقطاع خدمات شركة الاتصالات السعودية عنهم. حتى فاجأتهم شقيقتها الشركة السعودية للكهرباء، بانقطاع التيار عن بعض أحياء مدينة الخبر. وهو انقطاع منتظر وليس مستغرباً على سكان المنطقة. حتى إنهم ألِفُوه في صيفياتهم الماضية. وتترقبه أحياء أخرى في مدن الدمام والظهران والقطيف والأحساء وبقية مدن المنطقة، كمسلسل اعتادوا عليه في كل صيف. إذاً، عاشت أحياء في الخبر أمس انقطاعاً في التيار الكهربائي. ما شل حياة سكان تلك الأحياء لأكثر من خمس ساعات. وقدمت الشركة السعودية للكهرباء عبر حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اعتذارها للمتضررين. وأشارت إلى أن مهندسيها وفنييها «قاموا بإعادة التيار الكهربائي تدريجياً للأحياء المتضررة. في الوقت التي وعدت الشركة مشتركيها ب «إعادة التيار خلال ساعتين فقط». غير أن الساعتين كانتا كفيلتين بإرباك حياة سكان الأحياء التي طالها الانقطاع، في ظل درجات حرارة لامست حاجز ال45 مئوية. مصحوبة برطوبة مرتفعة نسبياً، مع هبوب رياح محملة بالغبار. ما جعل غرف المنازل «أماكن لا تطاق» بحسب تعبير يوسف سالم، الذي فضل اصطحاب عائلته إلى منزل قريبه في مدينة الدمام. فيما قرر آخرون الذهاب أبعد من ذلك، ميممين وجوههم شطر البحرين، التي لا تبعد عن مدينتهم سوى أقل من 30 كيلومتراً. وبخاصة أن الانقطاع تزامن مع يوم الجمعة. أما من لم يتمكن من الخروج من منزله فلقد «عاني الويل»، بحسب تعبير منصور اليامي، الذي قال: «إن والدتي مصابة بضيق في التنفس، وانقطاع الكهرباء أدى إلى توقف التكييف، وخروجها من المنزل صعب للغاية». بيد أن اليامي وآخرين يعتبرون أن ما جرى أمس «ما هو إلا مجرد بروفة لما سيتكرر خلال الأيام المقبلة، حين نتوغل شيئاً فشياً في فصل الصيف. ويصبح انقطاع التيار أمراً شبه يومي، فيما تبرر شركة الكهرباء ذلك بالأحمال الزائدة التي تخرب محولاتها». وقال منصور: «أخشى ما أخشاه أن تنقطع الكهرباء خلال رمضان، الذي لم يتبق على بدايته سوى أسبوعين فقط، وسط ارتفاع حرارة الطقس، وتزامن شهر الصيام مع ذروة حرارة الطقس هذا العام، كما توقع خبراء الطقس». ويعيش سكان الشرقية ومعظم مناطق المملكة الأخرى، هاجس الانقطاعات المتكررة كل صيف، وسط ضعف الثقة مع الشركة السعودية للكهرباء، خصوصاً مع وعود مسؤولي الشركة المتكررة في كل عام، بإصلاح الأخطاء التي تتسبب في الانقطاعات التي تشهدها المناطق. وهو ما لم يتحقق حتى الآن. إذ اعتاد المشتركون على تصريحات مسؤولي الشركة المتكررة قبيل كل صيف. وهو الوقت الذي يشهد ذروة الانقطاعات، بسبب الأحمال الزائدة على التيار الكهربائي، ومن أبرزها أحمال التكييف. فيما يزداد هذا الهاجس مع حلول رمضان، خصوصاً أن «مشكلة انقطاع الكهرباء في رمضان تزداد تعقيداً عن بقية الأشهر، ولا يستطيع الناس خلال هذا الشهر البقاء من دون تكييف بكل تأكيد» بحسب حسن الصراف، وهو أحد المواطنين المتضررين من كثرة الانقطاعات، مشيراً إلى أن الانقطاعات أصبحت «هاجساً مخيفاً قبل حلول فصل الصيف». وحاولت «كهرباء السعودية» قبل حلول رمضان، «تلطيف» أجواء مشتركيها عبر اعتذاراتها لهم عن الانقطاعات الحاصلة في عدد من مدن ومحافظات المملكة، مبررة الانقطاعات ب «الأخطاء الفنية»، وهي ذاتها التبريرات التي اعتاد المشتركون على سماعها خلال الانقطاعات المستمرة في فصل الصيف الماضي وقبله. ويأمل المواطنون بإيجاد آلية «لمقاضاة الشركة السعودية للكهرباء في حال ما ثبت تسببها في إحداث أضرار وتلفيات للممتلكات الخاصة». وهو ما أكد عليه محافظ الهيئة الدكتور عبدالله الشهري قبل نحو عامين، إذ أوضح أنه في حال «ثبت تقصير شركة الكهرباء وتسببها في الانقطاع، فإنه سيتم تغريمها من الهيئة، وتوزع الغرامة على المتضررين من ذلك الانقطاع». غير أن تصريح الشهري بقي حبراً على الورق.