لم يتوقع حارس الهلال الدولي حسن العتيبي (34 عاماً) أن يصبح الحارس السعودي الأول في يوم من الأيام، وهو الحارس الذي ظلّ حبيس مقاعد البدلاء لمدة 14عاماً احتياطياً ل«عميد الحراس في آسيا» محمد الدعيع، ولم يتقدم أي نادٍ لشراء عقده الاحترافي بعدما وضعته إدارة ناديه على لائحة الانتقال لمدة شهر عن طريق لجنة الاحتراف بعد اختلافه مع الإدارة الهلالية على صيغة العقد الجديد، وخوضه لتجربة احترافية مع فريق القادسية في كانون الاول (ديسمبر) من عام 2007، لم يكن لها مردود إيجابي في مسيرة اللاعب الرياضية وحياته الكروية آنذاك. وعاش الحارس البارع حسن العتيبي المولود في ال 16 من تشرين الاول (أكتوبر) عام 1977 فترة صعبة في مشواره الرياضي، عندما رفضت إدارة الهلال منحه المبلغ المالي الذي طلبه، وعرضت عليه مبلغاً لا يتوازى مع حجم موهبته الكروية الفذة، لتقرر أخيراً وضعه على لائحة الانتقال، ما شكل صدمة نفسية للاعب خصوصاً وهو يشاهد الملايين تتطاير للمحترفين الأجانب واللاعبين المحليين القادمين من خارج أسوار النادي، لتأتي الصدمة الأخرى بعدم تقدم الأندية السعودية بطلب ضمه لصفوفها، ليتأثر اللاعب نفسياً ويرضخ لعرض الهلال الوحيد على طاولة لجنة الاحتراف، وبالتالي جدد العتيبي مع الفريق بعد رفع مقدم العقد عن طريق بعض الشرفيين إلى ثلاثة ملايين ريال لمدة ثلاثة أعوام كما تردد في ذلك الوقت. ونال المبدع حسن العتيبي فرصته الكاملة مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس الذي قرر الاعتماد عليه كحارس أساسي في الفريق بعد اعتزال محمد الدعيع، ومن يومها بات العتيبي الحارس الأبرز في الخريطة الهلالية، وحامي العرين الذي أعطى الأمان والاطمئنان والثقة العالية لجماهير «الأزرق» في كل مكان، بل وأسهم اللاعب في حصد العديد من البطولات مع فريقه وفي مقدمها كأس دوري زين السعودي للعامين الماضيين، وكأس ولي العهد في الموسمين المنصرمين، حيث تتذكر الجماهير الهلالية كيف أبدع العتيبي في صد ثلاث ركلات ترجيحية أمام الأهلي في الرياض وقاد فريقه للانتصار في أهم وأصعب منعطفات البطولة ما سهل من مهمة «الزعيم» في الاحتفاظ بلقبه الذي حققه في العام الفائت من أمام الأهلي أيضاً. وحصد العتيبي لقباً شخصياً رائعاً في الموسم الماضي بتحقيقه لقب أفضل حارس في الموسم، وأفضل لاعب سعودي في الموسم الرياضي لينال جائزة «القناة الرياضية السعودية» ويتسلّم جائزته الأغلى في حياته الكروية، وحظي العتيبي بشرف الانضمام ل «كتيبة الصقور الخضر» كونه الحارس الأبرز والأميز في الملاعب السعودية، إذ نجح في اللعب أساسياً في مباراتي هونغ كونغ ضمن التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، وذاد عن مرماه وتمكن من الحفاظ على شباكه خالية من الأهداف، ويصنف حالياً أفضل حارس في الملاعب السعودية من دون منازع.