الواضح أن فرق كرة القدم المحلية تعاني ومنذ مدة طويلة من ضعف في مركز حراسة المرمى، وهذا واضح للعيان ولا يحتاج إلى إثبات، والممتازون في حراسة المرمى لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة في مقدمهم حارس الشباب وليد عبدالله والدعيع في الهلال والى حد ما خالد راضي في النصر، أما البقية فهم عاديون ومستوياتهم متفاوتة ولا يمكن الاعتماد عليهم بشكل دائم. اليوم هناك خلاف في وجهات النظر بين إدارة الهلال وحارس المرمى حسن العتيبي مما دعا الإدارة الهلالية إلى وضعه على قائمة الانتقال، كما صرح الأمير نواف بن سعد نائب رئيس نادي الهلال حفاظاً على حقوق الهلال، وحارس المرمى العتيبي لا يختلف عليه اثنان من انه في الوقت الراهن واحد من أفضل حراس المرمى ونجح باقتدار في الذود عن المرمى الهلالي عندما منح الثقة في مباريات كأس ولي العهد وأسهم في تحقيق الهلال لهذه الكأس. العتيبي رفض العرض الهلالي والذي قدرته متابعات إعلامية بمليون ريال وهو مبلغ لم يكن مقنعاً للعتيبي، الآن اللاعب من المفترض ان يكون على لائحة الانتقال، والمنطق يقول ان هناك أندية ستتقدم للحصول على عقد اللعب ويمكن ان تصل العروض الى مبالغ كبيرة جداً لم تكن في حسابات الإدارة الهلالية وقد تفقد اللاعب لمصلحة ناد آخر. أكثر الأندية تعاني من ضعف في حراسة المرمى، ومن يملك منها حارس مرمى جيداً فهي في الوقت نفسه لا تملك البديل المقنع وهذه ظاهرة تجتاح الدوري والمنافسات الكروية السعودية منذ سنوات عدة، والهلال بعد الدعيع ان فرط في العتيبي سيعاني كثيراً حتى استقطاب (جابر العامري) الذي يشاع ان الهلال بدأ في مفاوضته لن يكون البديل الذي يسد حاجة الهلال، وميزة الهلال انه يملك منذ مدة طويلة استقراراً غير عادي في هذا المركز الحساس مما أسهم في النقلة الفنية التي هو عليها الآن، لكن موضوع العتيبي ان تعامل معه الهلاليون بالطريقة نفسها التي تعاملوا فيها مع موضوع الدوخي سيتعبهم الأمر كثيراً، فالهلاليون عانوا الأمرين منذ رحيل الدوخي وقصة الظهير الأيمن في الهلال معروفة لا تحتاج إلى سرد، لكن بقاء العتيبي في فريق الهلال مطلب مهم حتى لا يضطروا إلى أن يتكبد النادي خسائر فنية ومالية بخروج العتيبي إلى ناد آخر، فهناك أكثر من خمسة أندية ستكون فرصتها سانحة لاستقطاب هذا الحارس المميز. لن اعدد محاسن هذا اللاعب من الناحية الفنية فهو حارس معروف وربما يكون من خيارات مدرب المنتخب في أي استحقاق قادم، لكن ما يجب التعليق عليه هي حالة الغضب التي صدرت من أطراف هلالية بعد خروج اللاعب للتعبير عن وجهة نظره، زمن الولاء للنادي أصبح من الماضي، وعلى الهلاليين أن يقتنعوا أن عالم الاحتراف يتطلب من اللاعب أن يسوق نفسه عبر المنابر الإعلامية فقد يكون هذا العقد الذي سيوقعه اللاعب هو آخر عقد له في الملاعب وهو ينظر للمسألة من منظور مادي الذي يساوي قيمته الحقيقية على الأقل من وجهة نظره. ان مسؤولي الهلال ومن خلال ما تابعنا من ردود فعل حول مسألة تجديد العقد مع العتيبي يريدون ان يسجلوا في كشوفهم أحسن حارس مرمى وأرخص حارس مرمى في الوقت نفسه. [email protected]