في العراق تهدد جماعة منشقة عن تنظيم "القاعدة" بغداد. وفي باكستان تهاجم حركة "طالبان" مطارا رئيسيا مرتين في أسبوع واحد. وفي نيجيريا تلقى باللائمة على جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة في عملية خطف جماعي. تذكر هذه السلسلة من الهجمات والتي حصلت في أسبوع واحد بخطر تنظيم "القاعدة" الذي كان يعمل منفردا إلى أن أخذ منحى مختلفا منذ مقتل زعيمه أسامة بن لادن، إذ انبثقت عنه فصائل إسلامية أصغر يعمل كل منها بشكل مستقل. بين عامي 2010 و2013 ارتفع عدد الجماعات المنبثقة عن "القاعدة" والمرتبطة بها بنسبة 58 في المائة وزاد عدد "الجهاديين السلفيين" أكثر من ضعفين، وفقا لتقرير أعدته مؤسسة راند للأبحاث. العراق تّبرز الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" اليوم مدى تعقيد المشهد الجديد الذي يضم عدداً من الجماعات المتشددة، وكانت الجماعة انشقت هذا العام عن تنظيم "القاعدة" تماما بعد خلاف بين زعيمها وأيمن الظواهري الذي تزعم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، فإن العراق من الخروج من الأزمة سالما فما من أحد يمكنه التكهن بالفترة التي ستستغرقها استعادة النظام. باكستان التوترات محتدمة أيضا في باكستان حيث شنت حركة "طالبان" الباكستانية هجوما جريئا على مطار في كراتشي هو أكبر مطار في البلاد، ما أبرز عودة جماعة إسلامية ارتبطت طويلا ب"القاعدة". وتعهدت طالبان الباكستانية بحملة واسعة ضد الحكومة والمنشآت الأمنية بعد مفاوضات سلام استغرقت شهورا من دون أن تكلل بالنجاح. ومن المتوقع أن يكثف الجيش الباكستاني من الضربات الجوية في المناطق القبلية المضطربة. وحتى الساعة لم تشهد مدن مثل إسلام اباد ولاهور نوعية العنف نفسها التي هزت أجزاء أخرى من البلاد، لكن المراقبين لا يتوقعون أن تستمر هذه المدن بعيدة. وتعمل طالبان الباكستانية عن كثب مع "القاعدة" التي لها قادة كبار ينشطون في المناطق القبلية، كما تعمل مع "طالبان" الأفغانية التي تمد رفيقتها الباكستانية بدعم مالي ولوجيستي. نيجيريا وفي نيجيريا، صعدت جماعة "بوكو حرام" الإسلامية من هجماتها في الأشهر الأخيرة بعد خطف أكثر من 200 تلميذة في نيسان (أبريل) الماضي، ما أثار موجة غضب دولية. ويرى محللون أن هذه الهجمات الوحشية تستهدف- إلى جانب الرغبة في جذب اهتمام دولي- إحراج الحكومة النيجيرية وإعطاء "بوكو حرام" قوة تفاوضية أكبر لتحقيق مطلبها بفرض أحكام الشريعة الإسلامية شمال نيجيريا.