كابول - أ ف ب، رويترز - أعلنت مصادر أفغانية رسمية أمس، مقتل 8 مدنيين في غارة جوية شنها الحلف الأطلسي (ناتو) في منطقة ناد علي بولاية هلمند معقل حركة «طالبان» جنوب البلاد، فيما أقرّ الحلف بأن قواته أطلقت النار على مقاتلين في المنطقة وتبلغه احتمال احتجاز المسلحين مدنيين خلال الغارة. وأشار شادي خان، حاكم منطقة ناد علي، إلى أن المدنيين الثمانية القتلى، هم إمام وزوجته وأطفاله الستة، موضحاً أن الغارة الجوية تلت هجوماً شنه مسلحون من «طالبان» على دورية مشاة للأطلسي أرسلت إلى منزل إمام المسجد في المنطقة. واستهدف المسلحون عناصر الدورية بنيران أسلحة رشاشة وقنابل، ما أدى إلى مقتل جندي في البحرية الملكية البريطانية اعتبر العسكري البريطاني ال30 الذي يسقط في أفغانستان هذه السنة، وال 378 منذ بدء النزاع نهاية عام 2001. ويشكل الضحايا المدنيون في عمليات الحلف موضوعاً حساساً في أفغانستان، حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين مستوى قياسياً خلال الشهور الستة الأولى من السنة الحالية، في وقت يثير الانتشار العسكري الأجنبي مشاعر معادية للغرب. وتقول الأممالمتحدة إن «قوات الناتو ونظيرتها الأفغانية مسؤولة عن سقوط 14 في المئة من القتلى المدنيين، في مقابل 80 في المئة نسبت الى متمردي طالبان». ونفذ متمردو «طالبان» في الأسابيع الأخيرة سلسلة اغتيالات استهدفت قادة بارزين في الجنوب لزعزعة الاستقرار، بينها اغتيال الأخ غير الشقيق للرئيس حميد كارزاي، وهجمات على الشرطة والمدنيين. في غضون ذلك، رأت مجموعة الأزمات الدولية أن عشر سنوات من الوجود الغربي وعشرات البلايين من المساعدات لأفغانستان فشلت في بناء بلد متماسك على المدى القصير، محذرة من أن أي انسحاب متسرع يمكن أن يغرق هذا البلد في حرب أهلية. وأفادت المجموعة في تقرير جديد أكد عدم فاعلية وسوء إدارة الأموال المخصصة لعدد كبير من برامج المساعدة الغربية: «بعد عقد من المساعدة الهائلة، فشلت الأسرة الدولية في جعل أفغانستان بلداً مستقراً سياسياً وقابلاً للاستمرار اقتصادياً»، معتبرة هذه الأهداف «طموحة في شكل مبالغ به». وحذرت من أن «انسحاباً متسرعاً» في ظل نية الغربيين سحب كل قواتهم القتالية، والتي يبلغ عددها 130 ألف جندي، ونقل المسؤولية إلى القوات الأفغانية بحلول نهاية 2014، سيترك بلداً «غير قادر على التصدي لتهديدات الأمن أمام احتمال نشوب حرب أهلية جديدة، مع تحقيق المتمردين تقدماً في السنوات الأخيرة. ورأت أن المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو «طالبان» يمكن أن تصبح «ملاذاً لجماعات إرهابية متحالفة مع تنظيم القاعدة»، كما حصل قبل اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.