سجلت الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك لهذا العام 1432ه حضور أكثر من 700 ألف مصل، أدوا الصلاة في رحاب المسجد الحرام بمكةالمكرمة، وامتلأت بهم جميع ساحاته الخارجية والداخلية، وأدواره العلوية والسفلية. وضجت معظم الطرقات المؤدية إلى بيت الله الحرام بالزوار والمعتمرين وقاصدي المسجد المعظم من المواطنين والمقيمين منذ ساعات الصباح الأولى، وانتشر رجال الأمن في جميع المداخل والمخارج لتوجيه قائدي المركبات نحو المواقف المعدة خصيصاً لهم في مداخل المدينة المقدسة لتخفيف الزحام وتنظيم السير، بهدف تحقيق الأمن والراحة والطمأنينة لجموع المصلين. وأعلنت إدارة مرور العاصمة المقدسة في بيان لها عقب صلاة الجمعة أمس أن الحركة المرورية حول المنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام بكاملها لم تسجل أية حوادث مرورية تذكر، أو حالات إغماء بين جموع المصلين، مؤكدة أن الأمور سارت بشكل طبيعي نحو خلو الجمعة الأولى من أية حالات تستحق التسجيل أو المتابعة. وأوضحت أنه وعلى رغم الأعداد الكبيرة التي شهدتها الطرقات المحيطة بالحرم الشريف والمؤدية إليه سواءً من المركبات الكبيرة والصغيرة، إلا أن الخطة المرورية التي أعدتها الإدارة نجحت وبشكل كبير في تسيير الحركة وتنظيمها تنظيماً محكماً، وصل بها إلى النتائج المرجوة من تنفيذ هذه الخطة، كاشفةً أن عدداً كبيراً من الضباط والأفراد التابعين لها انتشروا في كل الميادين والطرقات السريعة المؤدية إلى المسجد الحرام والمنطقة المركزية والأحياء المجاورة للبيت الحرام، بهدف تطبيق الخطة وتنفيذها على أرض الواقع. وأشارت المرور إلى أنها عملت على تقديم العون والمساعدة للزوار والمعتمرين وتوجيههم للمواقف المخصصة لوقوف سياراتهم، وتوجيههم إلى المواقف المخصصة لوقوف سياراتهم ومنع الوقوف بالمنطقة المركزية، فيما قامت الجهات الأمنية بمتابعة الحال الأمنية، وتوفير الأمن والاستقرار لقاصدي بيت الله الحرام، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه من توجيه وإرشاد. من جانبها، أكدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي توفيرها المناخ التعبدي داخل المسجد الحرام وساحاته، وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وتنظيم عملية الطواف والسعي ومراقبتهما ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوجيه النساء إلى الأماكن المخصصة لهن من خلال المرشدين والمرشدات، والمراقبين والمراقبات، المنتشرين في جميع أنحاء المسجد الحرام وساحاته، لتقديم العون والمساعدة لضيوف الرحمن وتوجيههم وإرشادهم. ولفتت إلى أن الرئاسة عمدت أيضاً إلى توجيه وإرشاد المعتمرين لأداء نسكهم بالطريقة الصحيحة، إضافة إلى توفير ماء زمزم من خلال الحافظات ومجمعات ماء زمزم داخل المسجد الحرام وساحاته، وكذلك تهيئة ساحات المسجد الحرام وتزويدها بالفرش ومكبرات الصوت، والإضاءة وتوفير ماء زمزم لأداء الصلاة بها. وتوقعت آخر التقارير الواردة من محيط الحرم المكي الشريف ل«الحياة» أن الأيام المقبلة ستشهد إقبالاً كبيراً من زوار المسجد الحرام والمعتمرين، وتزايداً ملحوظاً عن الأيام الأولى، بسبب أن معظم قاصدي الحرم الشريف، يرغبون في قضاء العشر الأواخر من رمضان بين جنبات المسجد الحرام. كما كشفت آخر التقارير أن معظم فنادق العاصمة المقدسة ودورها السكنية باتت محجوزة تماماً، خصوصاً تلك القريبة من محيط الحرم والمنطقة المركزية، في انتظار القادمين من المعتمرين والزوار الذين باتوا على أهبة الاستعداد للوصول إلى مكة، وقضاء ماتبقى من أيام الشهر في رحاب مكةالمكرمة. ورصدت تلك التقارير أيضاً ومن داخل الحرم المكي الشريف توافداً كبيراً من أهالي مكةالمكرمة والمقيمين فيها خلال هذه الأيام على أداء مناسك العمرة، قبل حلول النصف الثاني من الشهر المبارك تجنباً للازدحامات المتوقعة في تلك الفترة، إثر وصول أعداد غفيرة من المعتمرين من خارج المدينة المقدسة خلال الأيام القليلة المقبلة.