شكلت المشادة التي وقعت بين وزير الطاقة آلان طابوريان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والتي انتهت بتدخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان طالباً من طابوريان التوقف عن السجال، مفاجأة لمعظم الوزراء خلال الجلسة الوداعية التي عقدتها الحكومة في القصر الرئاسي مساء أول من أمس. ولم تنته القضية فصولاً أمس فعقد طابوريان مؤتمراً صحافياً عرض خلاله وجهة نظره مما حصل. وكان موضوع الكهرباء أثير خلال الجلسة في سياق تقويم ما انجزته الحكومة وما لم تتمكن من انجازه فقال الرئيس سليمان «لم نستطع حل مشكلة الكهرباء» وأشار الى الجهود التي بذلها الوزير طابوريان، الذي عاد فتحدث مشيراً الى الخطة التي وضعها وقال ان السنيورة لم يدعمه بل عرقل أموره فتدخل السنيورة نافياً ذلك وطلب سحب مواضيع مرتبطة بقضية الكهرباء من جدول الأعمال نتيجة اتهام وزير الطاقة له بعرقلة عمله ثم أعلن الرئيس سليمان سحب هذه المواضيع. إلا أن طابوريان قام من مقعده وأخذ يوزع على الوزراء كتاباً موجهاً اليه من الأمانة العامة لمجلس الوزراء وهو يتمتم كلاماً عن السنيورة، فقال له بصوت عال الأخير: «حاج توزع وهذا ممنوع في مجلس الوزراء». إلا ان طابوريان تابع ذلك، وأخذ يساجل رئيس الحكومة فما كان من الرئيس سليمان إلا أن قال له بحدة: «لا أسمح لك بذلك». وطلب منه العودة الى مكانه وكان وزع الكتاب على بعض الوزراء وأصر على مواصلة توزيعه فما كان من وزير الدولة للإصلاح الإداري ابراهيم شمس الدين إلا أن قام من مقعده والتقط طابوريان من يده طالباً اليه الكف عن السجال وأرجعه الى مقعده. وانتهى الأمر عند هذا الحد. وقال طابوريان في مؤتمره الصحافي: «لأشهر عدة حاولت ان ادرج خطة للكهرباء على جدول الأعمال، إلا أنني لم أتمكن من ذلك بسبب عرقلة رئيس الحكومة لذلك». وأوضح أن «وضع الكهرباء خطير جداً لأن الطلب يزداد سنوياً بمعدل 5 في المئة وعلى مدى خمس سنوات يرتفع الطلب الى 3000 ميغاوات على أساس هذا الطلب... والاستثمار في القطاع كان يتم بصورة خاطئة كما أن رفع التعرفة لن يجدي لأنه لن يؤدي الى ادخال بلايين وتعويض العجز»، معتبراً أن «الاستثمار للإنتاج على الفيول والفحم الحجري هو الطريقة الجيدة التي يجب اعتمادها في المرحلة المقبلة». وعرض طابوريان الكتاب الذي تلقاه من الأمين العام لمجلس الوزراء رداً على تقريره عن وضع الكهرباء وجاء فيه أن «رئاسة مجلس الوزراء تعتبر هذا الكتاب عديم الوجود ولا يشكل المستند الرسمي الذي يمكن الاعتداد به والأخذ عند الاقتضاء بما يفترض أن يتضمنه من وجهة نظر أو اقتراحات يرفعها وزير يتقيد باحترام الأصول ويدرك حجم المسؤولية العامة التي يتولاها، وإن رئيس مجلس الوزراء إذ يأسف لإضطراره إلى تنبيهكم إلى وجوب أن يحافظ الوزير، في معرض مشاركته بإدارة الشؤون العامة، على الرصانة والحس بالمسؤولية، يدعوكم إلى احترام أحكام الدستور والالتزام بها وكذلك وبخاصة احترام الأصول والأعراف التي تفرض ذاتها على الجميع توخياً للمصلحة العليا للبلاد». وشرح طابوريان ما حصل في الجلسة قائلاً: «قيل لي قبل الجلسة إن هناك ثلاثة مواضيع تهم وزارتك: اتفاق استجرارالغاز، وقانون التنقيب عن النفط، وموضوع الكهرباء. ولإقرارها لا يمكنك أن ترسل أي تقرير كما أننا نوافق على 300 ميغاوات. وافقت على ذلك شرط أن أشرح وضع الكهرباء. وشكرت للرئيس (ميشال سليمان) لأنه شكرني على أدائي. وبدأت خلال الجلسة بحديثي وكانت لدي معرفة كاملة بكيفية حل المشكلة وقلت آسف أن دولة الرئيس (السنيورة) لم يسندني بأي طريقة من الطرق بل عمل على عرقلة الأمور أمامي». وأضاف: «بعدها جرى نقاش وطلب دولة الرئيس سحب الموضوع، فتابعت وقلت أنا أقوم بعملي في الوزارة وق د حصلت إهانة كبرى لي. هنا سحب الرئيس (سليمان) الموضوع وبدأت بتوزيع صورة عن الكتاب، عندها ثار دولة الرئيس وصرخ: لا يحق لك توزيع هذا الكتاب. قلت له: وزراء عدة وزعوا كتباً في الجلسة، فأخذ بالصراخ، عندها طلب الرئيس مني العودة إلى مكاني وسحب الكتاب بعد أن تمكن بعض الوزراء من قراءته».