حقق عمر الشهري حلمه في الحصول على لقب «كابتن طيار» ليكون أول طالب يتخرج في مدرسة متخصصة هي الأولى في تعليم الطيران المدني في السعودية، تحمل اسم «مدرسة أجنحة رابغ للطيران». وقال الشهري الذي كان أكمل دراسته الجامعية في مجال تقنيات طب الأسنان بعد تخرجه في الثانوية العامة ل «الحياة»: «إن دراسة الطيران والحصول على رخصة قيادة طائرة كانت بمثابة حلم يراودني في الماضي، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الحلم بعدما التحقت بكلية العلوم الطبية». وأشار الشهري إلى أن التحاقه بمدرسة الطيران جاء بطريق الصدفة عندما علم من أحد أصدقاء شقيقه الأكبر بافتتاح مدرسة متخصصة في تدريس علوم الطيران في السعودية، وقال: «بعد دراسة ستة أشهر فيها وإنهاء 70 ساعة طيران حصلت على رخصة قيادة طائرة خاصة». ولفت الشهري إلى أن مشواره مع الطيران لن ينتهي عند هذه المرحلة إذ يعمل حالياً على إكمال دراسته في المدرسة للحصول على رخصة للطيران التجاري، وأضاف: «هدفي هو الحصول على رخصة طيران تجارية تمكنني من العمل في إحدى شركات الطيران التجارية»، موضحاً أن حصوله على هذه الرخصة يتطلب منه إنهاء 50 ساعة طيران إضافية. وعمر الشهري ليس الوحيد من بين طلاب مدرسة رابغ لعلوم الطيران الذي غيرت المدرسة مجرى حياته. فالشاب راكان خان قرر دخول مجال الطيران بعد عودته من الدراسة في الخارج، وقال ل «الحياة»: «عندما تخرجت في الثانوية العامة رفض والدي فكرة دراستي في مجال الطيران ووافقته رأيه لإكمال دراستي في المجال الذي كان يراه الأنسب لي». لكن وعلى رغم مضي خان في تحصيله العلمي بحسب ما كان يتطلع والده، إلا أن رغبته في دراسة الطيران كانت تراوده بين الحين والآخر، وزادت تلك الرغبة مع افتتاح أول مدرسة متخصصة في تعليم علوم الطيران في السعودية، الأمر الذي دفعه للمحاولة مرة أخرى في طرح فكرة دراسة الطيران مع والده، و «بعد اقتناع والدي برغبتي في دراسة الطيران التحقت بالمدرسة منذ سبعة أشهر، وخضعت للدراسة الأكاديمية لمدة شهرين، ومن ثم بدأت في التدريب العملي، وحصلت على رخصة الطيران الخاص، بعدما أنهيت 70 ساعة طيران». ولم ينته مشوار خان عند حصوله على رخصة قيادة طائرة خاصة فقط. إذ إن رغبته هي في إكمال دراسته والحصول على رخصة لقيادة الطائرات التجارية والعمل في هذا المجال، ويرى أن الصعوبة الوحيدة في مجال تعلم الطيران تكمن في الرهبة والخوف الذي يتملك الفرد عند أول انطلاقة له بالطائرة، وقال: «لم أزل أذكر خوفي ورهبتي من الطائرة عندما قدتها للمرة الأولى، ولكن هذا الخوف تلاشى بعدما أقلعت بالطائرة، إذ تمكنت من التحليق في الفضاء بكل راحة وسهولة». وشملت الدفعة الأولى من الطيارين الحاصلين على رخصة قيادة الطائرة من مدرسة رابغ كذلك حسن سلامة الذي كان التحق بالمدرسة منذ سبعة أشهر وحصل على الرخصة بعد 85 ساعة طيران في الجو، وقال سلامة ل «الحياة»: «الهدف الرئيس من التحاقي بمدرسة الطيران هو العمل في مجال الطيران التجاري في إحدى شركات الطيران». وأشار إلى أنها كانت رغبته من البداية، ولم يجد أي اعتراض من أسرته، خصوصاً وأن الدراسة أصبحت متوافرة في السعودية. وبعيداً من اختيار طلاب مدرسة رابغ للطيران هذا المجال للعمل، فهناك آخرون التحقوا بالمدرسة بهدف الحصول على رخصة لقيادة طائراتهم الخاصة، فالشيخ محمد آل ثاني حرص على الالتحاق بمدرسة رابغ لتعليم الطيران بهدف ممارسة هوايته في قيادة طائرته الخاصة، وقال ل «الحياة»: «رغبت في صقل هوايتي في الطيران، لذا حرصت على صقل ذلك من خلال التحاقي بمدرسة رابغ لتعليم علوم الطيران، لاسيما وأن للمدرسة سمعة ممتازة بين مدارس الطيران في المنطقة». وأوضح آل ثاني أن رغبته هي الحصول على رخصة قيادة طائرة خاصة ليتمكن من قيادة طائرته. وفي السياق ذاته، أوضح مدرب الطيران في المدرسة داني جونسون ل «الحياة» أن عدد طلاب الدفعة الأولى بلغ 71 طالباً، منهم من حصل على رخصة قيادة طائرة خاصة ويكمل دراسته للحصول على شهادة قيادة طائرة تجارية، والبقية يكملون تدريباتهم للحصول على رخص القيادة المعتمدة من هيئة الطيران المدني السعودي. وحول مناهج مدرسة أجنحة رابغ للطيران قال: «تتبع المدرسة مناهج وأنظمة الطيران التابعة لهيئة الطيران المدني في السعودية، إذ يخضع الطالب لدراسة الأكاديمية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر يتعرف خلالها على أجزاء الطائرة كافة، وطرق استخدام كل جزء، إضافة إلى أهمية إجادة اللغة الإنكليزية باعتبارها اللغة المعتمدة عالمياً في تدريس الطيران». وأضاف جونسون: «كما تشتمل الدراسة الأكاديمية على تهيئة الطالب نفسياً للطيران في الجو»، مشيراً إلى أن الدراسة الأكاديمية تشتمل على ساعات تدريب على الطيران، إذ يتدرب الطالب أثناء فترة الدراسة الأكاديمية على طرق استخدام الطائرة عملياً والتعرف على أجزائها.