إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز – انتشر مئات من الشرطيين الاضافيين والعناصر شبه العسكرية في كراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان، لمحاولة القضاء على حملة العنف السياسية والاجرامية التي اسفرت عن 58 قتيلاً خلال خمسة ايام، فيما قرر حاكم الولاية منح مكافأة مقدارها عشرة ملايين روبيه (نحو 80 الف يورو) وهو مبلغ كبير، لقاء اي معلومات يمكن ان تساعد في القبض على مثيري الشغب. وأوضح شرف الدين مؤمن، المسؤول في الحكومة المحلية، ان التعزيزات الجديدة نشرت الليل الماضي في احياء غرب المدينة التي تشهد اعمال عنف، مشيراً الى تفتيش منازل وتوقيف حوالى 24 مشبوهاً. لكن ذلك لم يمنع تلقي مستشفيات المدينة صباح الاربعاء اربعة جثث على الاقل ممزقة بالرصاص. ويشكل تواصل المواجهات على رغم الدعوة الى السلام التي وجهتها الحكومة الاسبوع الماضي، دليلاً على عجزها عن مواجهة العنف المتكرر في اكبر مدن البلاد والتي يقطنها 17 مليون شخص. وأسفرت النزاعات بين الاحزاب السياسية والاتنيات والعصابات عن سقوط اكثر من مئتي قتيل منذ مطلع تموز (يوليو) الماضي، وهو مستوى عنف لم تشهده المدينة منذ اكثر من 15 سنة. وتتركز النزاعات خصوصاً بين انصار حركة قوامي المتحدة وحركة عوامي القومية المنافسة التي تمثل المهاجرين من اتنية البشتون. وفي كويتا، فتح ستة مسلحين على دراجات نارية النار على ثلاث شاحنات نقلت وقوداً لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، ما ادى الى احتراق احدها ومحطة قريبة للتزود بالوقود، فيما لم ترد تقارير عن خسائر بشرية. وفي افغانستان، اعلن مسؤولون في ولايات جنوبية مضطربة انهم يخشون على امنهم وامن عائلاتهم بعد موجة الاغتيالات المحددة الاهداف التي طاولت اخيراً مقربين من الرئيس حميد كارزاي في المنطقة، وفي مقدمهم اخوه غير الشقيق احمد والي كارزاي الذي قتل في قندهار في 12 تموز (يوليو) الماضي، وجان محمد خان الحاكم السابق لولاية اروزجان المجاورة الذي اغتيل في كابول في 17 الشهر ذاته. وكذلك رئيس بلدية قندهار غلام حيدر حميدي، صديق كارزاي منذ الطفولة، الذي ارداه انتحاري الاسبوع الماضي. وجرى تجهيز المقر العام للشرطة في اروزجان ومكاتب الحاكم ومواقع اخرى حساسة بأجهزة مسح، وفق ما اوضح قائد شرطة المنطقة الجنرال عبدالرزاق الذي اغتيل سلفه في نيسان (ابريل) على يد احد حراسه داخل مقر الشرطة ذاته. وصرح عبد الرزاق: «كلفنا شرطيات بتفتيش نساء منقبات لأن طالبان استخدموا بعضهن لشن هجمات». وقال نور العزيز، المسؤول السابق في «طالبان» والذي انضم الى الحكومة الافغانية ويرأس هيئة الشؤون الدينية في قندهار: «منذ اغتيال احمد والي كارزاي وغيره من المسؤولين بت اخشى على حياتي». وأضاف: «لا استطيع ان اثق بعد الآن بقوات الأمن. اريد ان ارسل عائلتي الى كابول، وبت اعتمد على اخوتي واقربائي لتولي حمايتي». وايضاً، ابدى حاكم منطقة ارغنداب غير المستقرة حاج شاه محمد قلقه لمصيره ومصير عائلته، وقال: «الله يقرر اذا كنا سنموت او سنحيا»، علماً ان الجيش الاميركي اقرّ بأنه جعل حماية محمد وقائد شرطة ارغنداب من اولوياته. وقال الكولونيل مايكل سيمرينغ، قائد الكتيبة الاميركية المنتشرة في المنطقة: «اذا خسرناهما الآن سنتلقى هزيمة كبيرة. واذا طالبا بمزيد من الامن فسنوفر ذلك لهما، ونعطيهما ما يريدان».