كشف مسؤولون فلسطينيون أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع الجانب الفلسطيني في محاولة لمنع توجهه إلى الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل للحصول على عضويتها. وقال مسؤول رفيع إن «الإدارة الأميركية تبحث عن صيغة للعودة إلى المفاوضات في محاولة للحيلولة دون لجوئنا إلى الأممالمتحدة». لكنه أشار إلى أن هذه الاتصالات لم تثمر بعد عن صيغة مناسبة للعودة إلى التفاوض. وكشفت مصادر مطلعة أن وفداً فلسطينياً يضم كلاً من صائب عريقات ونبيل أبو ردينه سيتوجه إلى واشنطن قريباً للقاء مسؤولين أميركيين والاطلاع على الصيغ المقدمة لاستئناف المفاوضات. لكن مسؤولين بارزين اكدوا ل «الحياة» أن الجانب الفلسطيني ماض في خطته التوجه إلى الأممالمتحدة حتى في حال استئناف المفاوضات. فياض وقال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إن الدولة الفلسطينية قائمة بكل مكوناتها، وإن العقبة الوحيدة الباقية هي الاحتلال ومشروعه الاستيطاني. وقال أمس في حديث لوسائل الإعلام المحلية إن السلطة الفلسطينية أنجزت بناء مؤسسات الدولية وحصلت على شهادات دولية من مؤسسات ذات صلة، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني قادر على إدارة مؤسساته بكفاءة عالية فور خروج الاحتلال. وأوضح: «المهمة المباشرة أمام شعبنا وقيادته السياسية اليوم تكمن في توظيف هذا النجاح نحو تحقيق إنجاز سياسي يُشكل أداةً إضافية تقربنا من لحظة الخلاص من الاحتلال». وأضاف: «وهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى استنهاض كامل جهودنا على الساحتين المحلية والدولية للوصول بهذا المشروع إلى نهايته». وتابع أن «عمل السلطة ارتكز خلال السنوات الماضية على تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة واستنهاض كامل طاقات شعبنا في سعيه إلى إنهاء الاحتلال، بما يتطلبه ذلك من جهد لتوفير مقومات صمود المواطنين على أرضهم في مواجهة المشروع الاستيطاني، ومواصلة عملية البناء بالرغم من الاحتلال وممارساته»، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني نجح في امتحان الدولة. وقال: «انخرطت قطاعات واسعة من أبناء شعبنا في تنفيذ هذه الخطة، وتمكنا من تجاوز التصنيفات المجحفة بحق شعبنا وأرضه المحتلة وتنفيذ المشاريع التنموية بما أتى مستجيباً لحاجة المواطنين بهدف تعزيز صمودهم وتمكينهم من العيش بحرية وكرامة، واستنهاض طاقاتهم وتوسيع انخراطهم في المقاومة الشعبية السلمية اللاعنفية التي أعادت الاعتبار لنضالنا ومشروعنا الوطني». وأكد أن الشعب الفلسطيني «تمكن بفعل هذه النجاحات من انتزاع إقرار دولي في نيسان (أبريل) الماضي باكتمال جاهزيته لإقامة الدولة، وأنه بات يمتلك مؤسسات قوية وقادرة على إدارة شؤون البلاد، وتوفير الخدمات للمواطنين بكفاءة واقتدار يضاهيان أداء مؤسسات دول قائمة». عشراوي في هذه الأثناء، دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الولاياتالمتحدة إلى دعم أو على الأقل عدم إعاقة انضمام دولة فلسطينية إلى الأممالمتحدة في أيلول. وأوضحت عشراوي، المبعوثة الخاصة للرئيس محمود عباس إلى الولاياتالمتحدة، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» إنها حضت المسؤولين الأميركيين الذين التقتهم خلال الأيام الماضية على دعم الاعتراف في الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في حدود عام 1967، أو على الأقل عدم معارضته. وقالت إنها حاولت إقناع محاوريها «بعدم ممارسة الفيتو ضد شيء يندرج في سياستهم الخاصة وفي القانون الدولي، وهو حق الفلسطينيين في الاستقلال وتقرير المصير وفي دولة». وأوضحت أن إدارة اوباما قررت استخدام الفيتو بحال لجأ الفلسطينيون إلى مجلس الأمن عن طريق توجيه طلب إلى الأمين العام بان كي مون للحصول على العضوية الدائمة في الأممالمتحدة. وأضافت: «كنت آمل بأن يكون الأمر مجرد مسألة إقناع» المسؤولين الأميركيين، إلا أن الولاياتالمتحدة «اتخذت موقفاً ولديها أفكار مسبقة إزاء تحركنا لدى الأممالمتحدة». وتابعت: «كنت أود لو تبدل رأيها»، لكنها أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة «تفهمت أسبابنا لأنني شرحت أننا نتحرك انطلاقاً من موقف إيجابي وبناء، ونحن نحاول تحقيق أمر بطريقة متعددة الأطراف وشرعية وإنسانية وبناءة».