القاهرة - رويترز - اعتاد سكان منتجع شرم الشيخ الذي يطل على البحر الأحمر على اضطراب حياتهم اليومية بسبب رجل مصر القوي المخلوع حسني مبارك. واعتاد مبارك الحضور إلى هنا للاستجمام حين كان رئيس مصر ويعيش هنا في منفى داخلي منذ ستة أشهر بعد الإطاحة به. وعشية بدء محاكمته يصر سكان شرم الشيخ على رؤيته يواجه العدالة. لكن ما يهمهم أكثر من ذلك أن يعود السائحون إلى المدينة. وبمرور السنين صار مبارك يأتي إلى شرم الشيخ هربا من تلوث القاهرة حيث الهواء النقي الآتي من البحر الأحمر إلى المنتجع. وفي كل مرة جاء فيها إلى المدينة أو غادرها اغلقت قوات الأمن الطرق. لكن الناس في المدينة لم يعتادوا على غرف فارغة في الفنادق. وفي حين أن شرم الشيخ لم تشهد المظاهرت العنيفة التي شهدتها القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى خلال الانتفاضة التي أطاحت بمبارك فإن السائحين حزموا أمتعتهم وفروا من المدينة ولم يعودوا بنفس الأعداد إلى الآن. وقال عبد الله عفيفي وهو صاحب متجر "مشكلة شرم الشيخ ليست مبارك لكنها غياب الأمن بعد الانتفاضة.. أريد أن أراه يحاكم لكن أن يكون في قفص اتهام لن يزيد عن منظر." وأقيم قفص اتهام في قاعة ستستخدم كمحكمة في أكاديمية الشرطة في ضواحي القاهرة التي ستشهد محاكمة مبارك. وقبل الانتفاضة بلغ دخل مصر من السياحة نحو 12 مليار دولار في السنة. وتدهورت العائدات باندلاع الانتفاضة يوم 25 يناير (كانون الثاني) وأطيح بمبارك حليف الولاياتالمتحدة القوي بعد 18 يوما وانتقل إلى شرم الشيخ حيث اقام في الفيلا التي يملكها والتي على هيئة قصر في فندق جولي فيل جولف الفخم. ثم نقل إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي للعلاج في ابريل (نيسان) قبل قليل من توجيه التهم إليه ومن بينها التآمر لقتل المتظاهرين.