طالب رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن في بغداد امس بأن يقترن اي اتفاق جديد لبقاء قوات اميركية في العراق بعد نهاية العام الحالي بمنح العسكريين الاميركيين حصانة من الملاحقة القضائية يصادق عليها البرلمان العراقي. وقال مولن الذي اجرى محادثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي في ان «أي اتفاق مع العراق لبقاء جنود أميركيين إلى ما بعد نهاية العام 2011 يجب أن يتضمن حصانة لهؤلاء الجنود ضد الملاحقة القانونية مصادق عليها من البرلمان». وأضاف في مؤتمر صحافي في قاعدة «كامب فيكتوري» غرب بغداد ان «رئيسي الجمهورية والحكومة وعدا بدراسة العرض سريعاً»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الوقت بدأ ينفد». وأوضح أن «جزءاً مهماً من هذه المسألة يتعلق بالمشكلة اللوجستية، والولاياتالمتحدة ستصل إلى مرحلة معينة لا تستطيع بعدها العودة إلى الوراء، وبالتالي يتوجب حينها على جميع قواتها مغادرة العراق، ولهذا السبب من المهم جداً اتخاذ قرار في أسرع وقت ممكن»، لكنه اعترف بوجود «تحديات سياسية كبيرة مرتبطة بمسار التوصل الى هذا القرار». وكان مقرراً ان يعقد قادة الكتل السياسية العراقية اجتماعاً في وقت متأخر من مساء امس برعاية طالباني للبحث في احتمال طلب بقاء قوات اميركية. ولا يزال الجيش الاميركي ينشر حوالى 47 الفاً من جنوده في العراق، علماً انه يتوجب على هؤلاء ان ينسحبوا بالكامل من البلاد نهاية العام الحالي وفقاً لاتفاق امني موقع بين بغداد وواشنطن. وكان المالكي اعرب خلال استقباله مولن في مكتبه في بغداد عن امله «في ان يتوصل قادة الكتل في اجتماعهم الى قرار نهائي بهذا الشأن»، وقال له ان «القرار النهائي حول ما اذا كانت هناك حاجة الى بقاء قوات اميركية (يعود) الى الكتل السياسية ومن ثم الى مجلس النواب». وأكد «ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين الجانبين مهما كانت طبيعة القرار»، وكذلك «ضرورة استمرار التعاون التسليحي بين بغداد وواشنطن لا سيما في موضوع الدفاع الجوي وتأمين حاجة العراق العاجلة لهذا النوع من الدفاعات». وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل ديفيد لابان صرح في واشنطن الاثنين ان وفداً عراقياً سيتوجه هذا الشهر الى الولاياتالمتحدة لشراء دفعة اولى تتضمن 18 طائرة مقاتلة من طراز «اف 16». وأوضح ان «العراق طلب 36 طائرة من هذا الطراز، وسيأتي وفد هذا الشهر لدفع المفاوضات قدماً بشأن 18 من هذه المقاتلات». من جهة ثانية، اتهم مولن في مؤتمره الصحافي ايران بأنها «تواصل انتهاكها لسيادة العراق من خلال التدخل في شؤونه الاجتماعية والسياسية، وايضاً من خلال تدريب وتجهيز مسلحين لشن هجمات فوق الاراضي العراقية». وقال انه «من الواضح ان ايران تريد عراقاً ضعيفاً، اكثر اعتماداً عليها واكثر ارتباطاً بالنظرة الفارسية للعالم». وأضاف «اعتقد ان معظم العراقيين يريدون تحديد مصيرهم بانفسهم (...) ويبدو لي ذلك جلياً في استعداد رئيس الوزراء والرئيس طالباني لمواجهة النظام الايراني على خلفية اعمال العنف التي أمر بها وسهل وقوعها داخل الحدود العراقية». الا ان المسؤول الاميركي اكد «تراجع وتيرة الهجمات (التي تنفذها قوى مدعومة من ايران) بشكل كبير». وأضاف ان المسؤولين الاميركيين ناقشوا مع القيادة العراقية مسألة وجود جماعات شيعية متشددة «واتخذت هذه القيادة خطوات مهمة حيال هذه المسألة داخل العراق كما عالجتها مع ايران». وتابع ان هذا التراجع في وتيرة العمليات «يجب ان يستمر». وكان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اكد في 11 تموز (يوليو) خلال زيارة الى بغداد ان الجيش الاميركي يخوض مجدداً معركة ضد المتمردين الشيعة المدعومين من ايران، وذلك بعد عام من وقف عملياته القتالية في العراق.